الاستنارة ليست تلك المفاهيم التي يتحدثون عنها على هذا النحو من البساطة 🌸🌐 الاستنارة لا تحدث بين يوم وليلة إنها علم الاصطفاء، علم الاتصال المنفتح من التعاليم الروحية الربانية في دار المعارف الكبرى وهي مكتبة الكون ـ اللوح المحفوظ الحاوي لأسرار الألوهية وبين طياتها الموجية كل تفاصيل أرشيف الحياة الأرضية منذ بدء تكوينها وتراتبية نموها صعوداً لبهاء الكواكب والنجوم ومقدسات ذاك الخلق المعجز في التنظيم والسبر والتدفق 🌐🌸
الاستنارة حتى تحدث تحتاج تحضير مُسبق قد يدوم لسنين وسنين من اتباع الفضيلة السمحاء والخُلق المنير والعمل الإيجابي والإيمان المُطلق بالتجربة وخلاصة التجربة والمراقبة الواعية لتنامي النفس وتغييرها من مرحلة لأخرى ضمن عملية الانتقال في الفهم والاختبار والشعور والتطبيق المبني على التطهير النفسي والتحرر والتجرد واتباع المهارات التأملية المتوالية في دقتها وخلاصاتها بلا كلل أو يأس 🌐🌸
الاستنارة درب الألوهية درب اكتشافك لإلهك الباطني والاتصال منه مع دار المعارف الكبرى ثم الانتقال إلى فهم وصوغ ما يحل في ذاكرة وعيك من علومها وشيفراتها الموجية الحاضرة أبداً بك ويكمن حضورها في مقام مقدس يُسمى بيت الصديقين والملائكة والأولين إنه بيت الروح العليا وفردوس حضورها بك وهو القلب مقام القلب الملائكي المنير 🌐🌸🌸
الاستنارة هي استيقاظ الوعي الإلهي في كيانك منطلقاً من تفاصيلك وحواسك وأعضائك ومكوناتك وجسدك وخيالك ومشاعرك، مُنطلقاً من بدء مرحلتك الأولى حينما كنت بها نطفة تكونت في بويظة الخلق فصنعتها روح الله جنيناً عظيماً في تكوينه هو أنت 🌐🌸
الاستنارة عندما تعلن حضورها في النفس يحتفل الكون وتنشد الملائكة أغنيات العشق احتفالاً بها، فقد تم اصطفاء نفس جديدة لتحمل بذور التغيير والمعارف لتنهل الشفاء وتمنح الشفاء، وتعلم البركات وتسكب رحيق الربوبية في سائر كائنات السلام🌐🌸
الاستنارة عندما تعلن حضورها في النفس تنطلق أشعتها لتلامس كل موجود وقائم في رحاب الفلك والأرض، وأخيراً هذه نواة إنسانية ولدت لتحمل مسؤولية السلام والشفاء، وتجسد إرادة الحب واضعة مفاتيح الحكمة الربانية في تعاليم جليلة ترفع الألم وتزرع التسامح وتُحضر ماء الشفاء الذهبي لتسقي به تراب الأرض السلام في كل وعي وجسد وكائن 🌐🌸
إنها ولادة الحارس الأمين المُؤتمن الذي يحمل بين يديه مفاتيح التغيير ومقدرات التحويل المُعجز، تحويل الإظلام القارس البرد لضوء من دفء وسعادة، إنه القائد الكوني الذي تطوف حوله رايات الامتنان وتسلمه أمانات الشفاء ورسائل الألوهية المقدسة ينقلها نعيما لسائر الخلق 🌐🌸
هذا ما كان من سائر المعلمين المستنيرين في رحلتهم المكرسين لها ملبين للنداء حاضرين في ملكوت النجاة يطلقون تعاليمهم فيوضات مترجمة من أرشيف الوعي السماوي، يطلقونها بسخاء عظيم لتحل بركة التغيير منها في كل سائر وخافق، لا يترقبون مقابلاً ولا ينتظرون شهرة بل يُعلمون وينشرون باستمرار لا حد لعطائهم، وهم في منزلة الحساب قائمون بين نور ونار لا يستطيعون للخطأ فعلاً انهم المؤتمنون الأصفياء، يحملون أمانة أنفسهم وأمانة الملايين ممن اتصلوا مع علومهم وإشعاعهم 🌐🌸
الاستنارة عندما تحل في النفس تتصالب أشعتها في النفس معلنة تفتح بذور الوعي الثلاث، بذرة القمر مقامها الدماغ، وبذرة الشمس مقامها الصدر، وبذرة الأرض مقامها الحوض جذع الجسد
لمقامات الاستنارة منازل ودرجات مهما وصل بها المعلم المستنير يجد نفسه في أعتاب المراحل الأولى في ضفاف المراحل الأولى طائعاً خاشعاً بكائه لا يجف دمعه في خلوته عابداً أمينا يطلق صلواته الشفاء مع كل ثانية تتجدد لكل حي وسائر 🌐🌸
تقي ورع في كلمته، تقي ورع في سلوكه، تقي ورع في صخبه، تقي ورع في إحساسه، تقي ورع في مباركاته، تقي ورع في تعاليمه، تقي ورع في لباسه، تقي ورع في صلواته، تقي ورع في تسامحه وطبيعة الحب فيه ترتجف الخلائق منها امتناناً وعرفان، هو الأب الروحي الذي يحمل أمانات الشعاع الروحي ويطلق نوران السعادة والأمل لتحل في كل نفس وخفق 🌐🌸
هذا هو المعلم المُستنير الذي تجد طاقته في كل ذرة منك تغيرك وتعلمك وتهذبك وتجعلك في مصب نعيم السعادة والعرفان متصلاً مع الله في كلك تدرك اليقين وتفعل بالإرشاد تزرع الحب وتحصد الإنجاز وتأخذ بيدك الآلاف في رحلة العودة إلى الملكوت المقدس إلى الله
وعلى ضفاف روابي الاستنارة تجد العابرين من الأولياء والمتدينين يجترعون، كلٌ منهم يبذل طاقته في الوصول، والأنبياء كل منهم في استنارة تنتمي لمقام رسالته وتكليفه الذي بعث لأجله ولأجل تفعيل طاقته وكينونته العظمى 🌐🌸
المعلم المستنير هو المتحرر من كل شيء، في حضوره الغموض يحل حلول سحب المطر الجرارة في آديم السماء، قواه من منبع العناية الالهية ساطعة مكرسة للخير والشفاء وقمع الشر ودفعه للخضوع والعرفان وجعله في طاعة الحب الرباني مهما كانت سلطته وعلا جبروته وعلت قوته وهيمنته🌐🌸
إنها تربية ربانية عظيمة، تأتت عبر تاريخ عظيم كبير، من مرحلة ما قبل آدم لعصر السلام الجديد 🌐🌸 هي في عوالم الملكوت الآن لا زمن فيها ولا تاريخ هي الآن انها قصة اكتشاف الخالق في آديمه الأبدي ومن تاه عن اكتشافه حصاده ندب ونحيب وهو في مسمى الجحيم جاثم يتنفس منه المزيد حتى يؤذن له فيعود للمصدر فيتحلى من نعيم الحكمة المخلدة فيستقيم ويصبح في نجيب الآولين 🌐🌸
ومن اهتدى واستقام وكان لاكتشافه مُكرساً حبيباً فهو في جنان الجمال قائم مكرس ينهل الحب وينهل الحماية وينهل البركة وينهل السعادة وينهل المعرفة، صلته مع الهه الباطني يأخذ بيده في رحلة المكاشفة والاكتشاف يعلمه من أسرار الحكمة ويجعله في أرضه مخلوقاً إنساناً ملاك 🌐🌸🌾
الجنة في مصدر وعيك إنها في مقام القلب حيث زهرة الروح الخالدة زهرة الشمس، فامضي لاكتشافها فيك ولا تيأس مع رحلة الاكتشاف الألم ليس ألماً والمعاناة ليست معاناة بل انها روائح من نور الحنان الالهي والخير العميم والشفاء الذي يتعاظم فيك حضوراً وقوة ورسوخاً وانتقالاً واتساعاً