(الرحلة الباطنية ـ جُعبة المُعجزة ـ حُضور اللامتوقع)
يُمارسون العلوم الباطنية لأجل غايات مُحددة الثروة، الرفاه، جذب الحب والسعادة وما شابه؟
حق طبيعي لك أن تفكر على هذا النحو دخولك للتعاليم لأجل تحسين طاقتك وتنمية قواك وتكوين خارطة قدرية كونية رائعة تحوي مُستجدات الأحداث الزاخرة الجميلة لك، وبها تكون في رفعة وسعادة
الغالبية يدخلون التعاليم لغاية مُلحة، التغيير الفوري، ويُلحون في طلب ما يحبون سريعاً، ينتظرون الثروة كيف ستحدث؟، من أي مصدر ستأتي؟ كذلك الرفاه والسعادة، ولكن هذا فهم خاطئ يمنع تجسيد ما تصبو إليه
ليس مطلوب منك السؤال المُلح، ليس مطلوب منك أن تستعجل التغيير، وتترقب الثراء والرفاه كيف سيصلا إليك، المطلوب منك أن تستمتع بما تفعل، وتتنفس الحب مع كل زفرة هواء، اشعر أنك ضوء ولا تنتظر شيء بل اشعر أن ما تريده بين يديك واستمتع به على أنه موجود، ولا تشك لثانية بعدم تحققه بين يديك
العلم الباطني يُحسَن طاقتك، يَرفع مُستوى قواك، يُعالج مساراتك الضوئية المُشعة
المُتدفقة في هيكلك الضوئي كما شرايين جهازك الدموي وأوردته وشرايينه الدقيقة،
فإذا كان بين الشرايين واحداً مسدود، ماذا سيحل بك؟
العملية نفسها تحدث في المسارات الضوئية المُشعة، تسمى النسج البيوبلازمية الحيوية الناقلة للطاقة المجالية البرانية الكونية إلى سائر أعضاء جسمك، فتعطيه النضارة والتجدد
لا تلح في الطلب والانتظار، فلن يحدث ما تريد مع اتباعك هذا السلوك، مهمتك أن تعمل على تحضير نفسك لاستقبال النعمة التي تريد، والتي لا تتوقع..
البعض يقولون:
«متى سيحدث؟»
«كيف سيحدث؟»
«إلى متى ننتظر؟»
«مللت وسأغادر هذا الدرب لا نفع منه»
«ليس عندي وقت له»
يخافون القادم، يحتاطون منه، يشككون فيما إذا كان دربهم سليماً، يَشكون يلهفون لفعل ما يقيهم خطر المُستقبل، يجهلون أن ما يتبعونه من أفكار وسلوك كهذا، يلفهم بالإيقاع الرد فعلي من وعي الكون، عندما تعزف عزفاً خاطئ ستسمع موسيقى مزعجة تضطرب بسماعها نفسك، وتشعر بصداع رد فعلي يجعلك توقف العزف، وتقرر تعلم العزف الصحيح وأن تمهر به
يجب أن تتعلم كمريد كيف تحرز تقدمك الروحي
يجب أن تتعلم كيف تبدع في تنقلك بين محطات استنارتك
يجب أن توقن أن المضي في درب التعاليم النفيسة، رحلتك التي ولدت لأجلها، وعليك اكتشافها، اكتشاف روائع فراديس الجمال في محطاتها، وارتشاف ماء الفرح والعشق والنشوة والإنجازات السعيدة من ينابيعها المُباركة
لا تفكر كيف؟ ستهدر طاقتك سريعاً هكذا، فكر بالاستمتاع فقط، اشعر بالمسؤولية الراقية نحو نفسك تحت منارة التعاليم النفيسة، لا تقول: «كيف؟»
تحت منارة التعاليم عنصر المفاجأة كامن حولك دوماً، ما تحب سيحدث مفاجأة لك بلا توقع منك أو تحضير..
خلال اتصالك الداخلي وعشقك للتعاليم التي اختارتك واخترت، أنت في كنف مُعجزة حاضرة بك كل الوقت، وأنت ماثل إليها، أشعر يقيناً أنك تعيش المُعجزة، أشعر بإيمان أنها ماثلة فيك، ودون ترقب منك ستعلن المعجزة عن مفاجأتها لك سيدهشك ما تخبئه لك في جعبتها، من هدايا لطالما حلمت بها وشعرت حدوثها لك مُستحيلاً
الله مفاجأة الفرح جعبة المعجزة، تتفتح بتلاته الشعاعية في قلبك بلا ترقب منك، فيحييك الحب، ويملاك الفرح، وتغبطك النشوة، وتتحول مع التفتح لراقص تأملي رشيق الحركة بديع العزف، فاتن الكلمة
الروح معجزة مفاجأة تحل في الرحم وبلا ترقب، وتغادر فجأة بلا ترقب، كذلك الوفرة الكونية، جعبة المُعجزة، مفاجأة تحل فيك دونما ترقب، وتبهجك سخاءاً، فقط كن مُهيئاً لحلولها فيك، كن على يقين أنك أهل لها، اجعل شعورك الممتن بها وبتجسدها فيك زادك اليومي