الدين على اختلافه في كتاب، الرب في السماء، مجد عبادتهم في التاريخ، في منظورهم منفصلون عن الله بعبادته وطاعته يدخلون النعيم، برفض طاعته وشريعته يدخلون الجحيم، يتقاتلون في فرض شريعتهم، كلٌ منهم لشرح الله في معتقده فقه وعلم ينافسون فيه ويتناحرون لأجل فرضه، كثيفون حادون إن تحابوا سادتهم المصالح، إن تضادوا الانتقام بينهم، التسامح ضعيف، وللغفران يرجعون ساعة المرض الشديد
غالبيتهم يسكنهم الزيف ويهيمن فيهم الخبث، ظاهرهم شيئ وباطنهم شيئ، في شخصيتين متصنعة ظاهرية وحاقدة مفككة باطنية، يستأثرون الدين منقذاً مُخلصاً وهم في الآثام جرار تفيض آثاماً، بدءاً من التنفس والنية فالكلمة والسلوك والفجائع العصابية، وضعف التهذيب الفطري مع النفس فضلا عنه مع القوانين الكونية
يرفضون الجسد يعتبرونه نجساً، النفس سكناها الشيطان، القلب ونيسه الوسواس، العقل عليه بعبادة الله وترديد الأذكار والتحصينات والأيات حرصاً من الشيطان، يؤمنون بالسحر والتنجيم وكتابة الأحراز، يرون الروح خيرة منها ومنها شيطانية ومنها شريرة
الحب بينهم ضعيف، إن جمعهم عمره قصير، إن اجتمعوا في حب على أنفسهم منغلقين محافظون، منفتحون بحذر وفي حدود دنيا
تناميهم بطيئ، عيشهم في صدام بين فقر وألم وتفكك أو ترف شديد وأطماع، حديثهم خلائط متوترة من الماضي وردات الفعل الانفعالية وشكوى وأنين أو يكون في طبقات أخرى بتطرف وترفع ومثالية عمياء
في المقام السفلي يكثر الضعفاء والمحتاجين، يكثر الجوع والفقر والحرمان والتسول، يسود التداعي الخلقي، والاغتصاب، وفجائع القتل، والتشويه النفسي الشاذ.
(مرتبة الابن)
التطور النفسي الباطني الروحي الجسدي
الانتقال لمرتبة ابن الرب، المقام الشفيف النجمي 🌸🌺
يحتوي المقام الشفيف النجمي نسبة 25% من شعوب العالم
علمهم التأمل الباطني والفطري، يملاهم الرقي، لغتهم التهذيب الفطري الشديد
يحترمون الإنسان، ينافسون في معاني الإنسانية الرابحة، ينافسون في معاني الرحمة والغفران، يحترمون الطبيعة والأرض الأم، يرأفون لشجرها وحيوانها وأحيائها ومائها ونباتها..
ينافسون في العطاء الجليل والجمال، ينافسون في نشرالسلام والحب اللامشروط، يعتمرهم التسامح والإيخاء، عيشهم في بساطة صادقة حكيمة من وعي مزهر، وعقل متفتح من مشاعر رنانة ربيبة ُمتصاعدة..
يقدسون الحياة ويتوجون أنفسهم بها، ويمتنون عطائها وخيرها، حريثهم البركة وصمتهم تأمل علم وتنور، ليس لهم في مقام العباد والعبد وخض الشعوب فيه
خلال انتقالك من مرتبة المقام الدنيوي السفلي للمقام الشفيف النجمي، من منزلة العبد لمنزلة الابن تتجد أن المقام السفلي يخنقك يُقيدك، تشعر أنك ترفض كل ما فيه من مبادئ ومفاهيم وعيش، تشعر في أعماقك أنه ثمة وجه آخر لحقيقتك للوضوح وعليك فهمه
فتبدأ رحلتك بالسؤال:
من أنا؟
ما هي حقيقتي؟
ما هي مهمتي؟
ما هو الله؟
هل خلقت حقا للعبادة والطاعة والقيود وخوف الجحيم وانتظار النعيم؟
هل هذا العالم يسير بصورة صحيحة؟
هل أنا مؤمن حقا أم لا؟
هل ما تعلمته هو الإيمان؟
أول ما ستتعلمه أنك لست عبد ولست عابد
ستدرك أنك لم تخلق للألم والشقاء
ستدرك أن لك دورك الروحي الإنساني في رحلتك الأرضية،
ستدرك أن لوجودك قدسية
ستدرك أن نفسك إلهية مُنزهة عن شيطان ووسواس وتلك المفاهيم المريضة
ثاني ما ستتعلمه أن لك والدان ووالدتان
أم وأب ظاهريان كانا ممرك نحو ولادتك وظهورك
ولك أم وأب باطنيان هما داخلك، وعليك اكتشافهما
عليك الاعتناء بأبويك الخارجيان، والعودة لأبويك الداخليان
عليك فهم حقيقتك باكتشافهما، إنهما جذورك ومصدرك
(الأبوين الباطنيين)
من هما أبواي الباطنيين؟
أنا مما خلقت؟
مما تكونت؟
وأين نميت؟
ستدرك أنك متكون من أربعة عناصر مُقدسة ماء نار تراب هواء، خليطها صنع مادة الصلصال وهو أنت، الصلصال خليط من الأرض الأم، جسمك عظمك دمك جلدك أعضاؤك كلك كمكون فيزيائي مصنوع من صلصال الأرض الأم من خلائط واجتماع موادها الأربعة المقدسة
الماء متصل برطوبة الجسم ولعابه وافرازته وسائله الجنسي المقدس
النار متصلة بحرارة المشاعر وحرارة الجسم ونبض القلب وحرارة الدم
التراب متصل بطبيعة الجسم كجلد وعظم وأعضاء، وفي التراب عنصر المعدن فالحجر الكريم، ولهما تأثيره في تفاعل طاقات الجسم وفيزيائيتها وتوازنها
الهواء مُتصل بالروح، متصل بالنفس، إنه الممر للداخل وإدراك النعيم الذاتي
مُتصل بنفخة الحياة بك وتدركها في نسبة السكون، الفاصلة ما بين الشهيق والزفير
إذاً من ذلك تدرك أن الأرض الأم هي أمك الباطنية، فتقول:
«لأرض الأم شكرا لبركاتك فيا، شكرا لاحتوائك لي ورعايتك لي، لك البركات تحيطك العناية الإلهية، ومن روحي وأمانيا الإجلال والسلام»
ستدرك أن شعاع الحياة فيك هو الله حل بك، حل بك قطرة سكنت أعماقك، فاتخذت صدرك منزلاً وقلبك عرشاً وكانت فيك فطرة الرحمة والغفران والتسامح والقبول والعطاء والسلام والرقي والجمال..
كانت فيك الخير العميم والمرشد والمنقذ والمحيي والشفاء والعاضد والحاوي
كانت فيك رَحماً لجسمك ونفسك الطفل، التي تبقى طفلاً مهما كبرت أنت في الجسم وشخت، داخلك يبقى طفلا طاهراً يبكي حنين أبويه
ستدرك أنك ابن لله والله فيك حلت طاقته فكان هو شعاع الروح السلام التي تحييك
وهو أقرب لك من حبل الوريد، ستدرك بتنورك أن الله ينظر بعينيك ويسمع بأذنيك ويشعر بجسمك، وينبض بقلبك ويسري شعاعاً بدمك وخلاياك وينطق كلمته الأولى بفمك لحظة خروجك من الرحم عند الولادة فتقول آاااه ـ الله
فكيف لك بعد أن أدركت أن كلمتك، كلمة الله في صدرك، كيف لك أن تكذب وتتتحدث بزيف واحتيال وطمع ووحشية وقلة تهذيب وفجورية.. كيف؟
كيف لك بعد أن أدركت أن الله سرك، وسكناه صدرك، وشعاعه يسري بدمك وخلاياك ووعيك ونيتك وضميرك، كيف لك أن تضمر الحقد والخبث والانتقام والغدر والحسد والطمع والبخل والغيرة والتملك والجشع والتخريب والعداوة والحسد كيف؟
كيف لك أن تصدق بمن يقول سكنا النفس الشيطان وسكنا القلب الوسواس، كيف؟
ألهذه الدرجة كنت مخدوعا أعمى ُمستعبدا للنفاق والوهم، كم كنت رخيصاً وانا ألجأ لمجانين دجالين يعطوني أذكاراً وآيات وأحراز لأحارب نفسي التي أظلمت وأصفع قلبي عرش السلام القدوس
هنا سأغمض عيناي وأتوجه لصدري منزل خالقي وعرشه قلبي، ثم أقول:
الآن فهمت
الآن علمت
الآن صدري ينطق بك
الآن روحي منك فطرة تشع بي شفاءا لجسمي وعقلي وحاضري وماضيا
تشع جمالا لغدي
أبي السماوي إني خجل مما كنت وكيف كنت وكيف أفكر
إني عدت إليك، عدت لرحم أمي الارض
أبواي اني طفلكما عدت أليكما وعياً شفيفاً متنوراً عارفاً
لا ضعف يذلني ولا هم ينتقصني أمانتي لكما وأنتما نفسي
اعتني بكما في داخلي وأنتما ذاتي، حاضري وكياني وغدي»
هنا تضاعفت قوى شعاعك الروحي، وأعلنتك نجماً في مقام التنور الذاتي،
أعلنتك نجماً مشعاً لحاضرك وغدك وأناسك، نجماً مباركاً حلت به النعمة
النعمة منه فيض عرفان وينبوع رواء
لقد تفتحت بتلات الله فيك، أنت الربيع والربيع أزهر الآن، الروح السماوية يشع ضوئها الأزرق الماسي من كل خلاياك وأنفاسك. من قلبك ورئتيك وكبدك وأمعاؤك ودمك وعظمك ووجهك وعينيك وسمعك
يشع من لسانك آداة نطقها فيك، ومن عقلك آداة أدراك وعيها فيك، ومن قلبك الرحمة والحنان الرؤوم يملاك ويغذيك
لقد غبت، تلاشيت، ودعت نفسك القديمة، ثم انولدت مجدداً في نفس عظيمة هي الله
حلت بك أخلاق الفطرة، وأنت تتحول بها الى عارف حكيم صاخب بروعة واعتدال،
جموح الطموح، جليل الفكر، بديع النية، لطيف الكلمة، سموح الضمير، واسع الصدر، صبوراً بفرح ممتن، لاشكوى لديك ولا ندب، البراءة طهرٌ حلت في عينيك، رائحتك أصبحت عبيراً دونما أن تضع عطراً، أصبحت جميلاً مثاراً لجدل الغير، يسألون كيف تتحول إلى هذا الجمال؟، ماذا تفعل؟، كيف تغدو هكذا؟
تنافس في العطاء وتحصد في العمل الطيب النبيل، حديثك السلام وبركة الشفاء، سمعك نقي احتجب عن الضجيج، شخصيتك انصقلت حادة كنصل السيف، مرنة كأغصان الشجر، ناضجة كالثمر السكري الحلو الطيب
الأرض الأم لواقعك ترعاك تصنعك مبهراً واعياً مُذهلاً، لا يشبهك أحد إلا من ساواك تنورا وفهماً، تعيد لك خصبك وتحيطك بوافر الرفاه النفسي والمادي
روح الله فيك تحتويك سعادة ودلالاً
روح الله تحتويك فرحاً ونماءاً
روح الله تحتويك معرفة وإرشاداً
روح الله تحتويك توجيهاً وتربية عظيمة نفيسة الخلق والتصرف المهيب
باستنارة عقلك الآن تحررت من تلك الآلام، تحررت من ذاك المقام السفلي السحيق، أصبحت في مرتبة النجوم خفيفا نظيفا معقم السريرة والسر
ترى نفسك البحر
ترى نفسك الشمس الرؤوم
ترى نفسك الطبيعة وإبداعها من سحر التكوين
ترى نفسك السماء المديدة
ترى نفسك والنجوم الخليلة والقمر المنير
ترى نفسك الأرض الأم
تخاف عليها وتهفو رحمة بها، تعتني بكونيتها فيك، تشعر بحنانها عليك، تعضدها في حضنك وترفض عنها كل ما يمسها، لقد أشرقت فيك صفات الرحيم فبأي حق ستذبح من حيها لتأكل طيرا كان أو حيوان حتى حشرة.. كما لك الحق في ان تعيش لها الحق مثلك أنت تعيش، وحسب وعيك ورفعتك يكون وعيها ورفعتها، وحسب ما تعطيها تعطيك، وحسب تصرفك معها يتصرف الكون معك وبضعف مافعلت، أحيائها تتأنسن بك وتلبيك وتفهمك وتحترمك وتعطيك بلا مقابل، أنت وسائر الأحياء من رحم قدوس واحد، من شعاع قدوس واحد هو الله
شتان ما بين المقامين السفلي والنجمي، شتان ما بين العبد والابن، شتان ما بين المرض والشفاء، لا بد من المقام الأول لتدرك قيمة المقام الثاني، ولا بد من المقام الثاني لتدرك قيمة المقام الثالث..
(المرتبة الثالثة ـ اللاوجود التحرر الاستنارة)
مرتبة التلاشي واللاوجود، مقاام المستنيرين المتحدين كلا في الله
صانعي العلم الكوني
صائغي البشر ألماسا
هؤلاء يولدون في تكريم؛
أجسامهم مختومة بخاتم الهي
مهمتم العدل السلام الحب الشفاء
علومهم يُخلدها الحي
موجودون إلا انهم لا وجود
إنهم ضوء فقط
إنهم عشق مقدس
إنهم صناع النهوض الإنساني الذي يتقدم العصر بسنين
هم أقطاب المعرفة الاستنارية التدفق
أدوات اكتشاف الانسان
اكتشافك أنت وصنعك كائنا من الحب