مراتب التّرقّي الرّوحيّ ـ المُعلّم المُستنير
( مراتب التّرقّي الرّوحيّ ـ المُعلّم المُستنير)
تتشابه مراتب التّرقّي الرّوحيّ مع مراحل التّرقية العسكرية في جيوش الدول. فكما يمكن أن يتم ترفيع الضابط الجديد وتربيته خلال مسيرته وفق معايير دقيقة حتى يصل لمنصب القائد العامّ،
يمر المريد الباطنيّ بمراحل ترقية مماثلة، مع فارق أن الترقية هنا تحدث ضمن المقام التّنوّريّ الدّاخلي، عبر تأديته لشرف المهامّ العسكريّة الرّوحيّة المكلّف بها. ويتم التّرقّي على مدّ السّنين العمريّة. وقبل كل رتبة أو ترقية ينالها ويتصرف بها المريد الباطني، فإنه يخضع لاختبارات روحيّة نفسيّة جسديّة صارمة. فإنّ تجاوزها بنجاح، يحصل على الترقية من مستويات وعيه الكونيّ ضمن مراسم تسليم من الكائنات النّورانيّة المسؤولة عنه.
نظام الشّرف العسكريّ الظّاهريّ لأيّ جيش، يتطابق مع نظام الشّرف العسكريّ الباطنيّ لمنظومة الوعي الإلهيّ في النّفس، وتسمّى: “مراتب التّرقّي الرّوحيّ”. وكلّ رتبة روحيّة لها قوّتها وسلوكها العسكريّ الباطنيّ، ولها كائنات نور مسؤولة عنها ولها مقدّرات كونيّة مرتبطة بها. هكذا تتسلسل الرّتب العسكريّة الباطنيّة حتّى يصل المريد الباطنيّ لرتبة (المعلّم المستنير)، وهذا التّكريم يتم على مراحل عمريّة قد تمتدّ إلى 40 عاماً من بعد سنّ العشرين. وتسمى الرّتبة الباطنيّة ” تكريسا إلهيا “، ولا يصل إليها إلاّ من كان مجدّاً مواظباً بإتقان الماهر لتأمّلاته ومهامّه واستمراريّته.
فعلى سبيل المثال:
المعلّم المستنير “أوشوـ راجانيش” في حقيقته
هو قائد عامّ للبنى البشريّة، وزعيم روحيّ لدولة لا حدود لها تضمّ ملايين البشر من كلّ أنحاء العالم. ومثله المعلّم “ساي بابا” والمعلّم المستنير “بوذا”
والمعلّم الجليل “برمهنسا يوغانندا”، المستنير العالميّ والفيلسوف الذي تقرأ تعاليمه بسائر اللّغات.
وهناك المعلّم المستنير “برابهات رانجان ساركار” المعروف باسم “شري شري أناندا مورتي”، وله ما يزيد عن 100 كتاب في سائر تعاليم التّنوّر الذّاتي.
تماثل منزلة المعلّم المستنير رتبة القائد العامّ في أيّ جيش أو دولة. وبينما تكون الرّتبة هنا متعلّقة بشعب معيّن ونظام سياسيّ محدّد، فإن رتبة المعلّم المستنير تشمل البشريّة جمعاء .
ضمن نظام كونيّ لا نهائي، تكرّست شخصيّة المعلّم المستنير لإرساء قواعدها ومناهجها.
لذلك عندما تسمعون عن أشخاص يمارسون اليوغا والتأمل لعام أو عامين ويقولون:
لقد درسنا وأخذنا شهادات ووصلنا..!!، ابتسموا لهم، وربّتوا على أكتافهم، وادعوا لهم بالمزيد من الهداية.
أمّا مُسمّى: (معلم مستنير) فهو شهادة يطلقها الكون على من حمل بيده لواء التّغيير، لواء صنع الشّفاء وتجسيد السّلام. ويكون صاحب شخصيّة فذّة موسوعيّة عالمة، مُتفرّدة بحكمتها وعلومها التي نهلها من شرف التّرقّي بين الرّتب الرّوحيّة، وهي 12 رتبة. ويكون المعلم المستنير حاضراً بسجيّته المنفتحة في كافّة المسلكيّات الباطنيّة، عالماً بالحكمة الأرضيّة والفلكيّة، يترجم الشّيفرات الرّوحيّة إلى علوم تنويريّة جديدة وما يريده لخير نفسه وللبشريّة، حاضراً مباركاً يحمل في نصوصه الشّفاء والحضور الإنساني المبجّل. تكون إرادته مُحقّقة، ويكون صاحب عشرات المؤلّفات التي تضع علوماً للنّظام الإنساني المتّصل كونيّاً المتحرّر من أشكال المعاناة الدنيويّة.
“المعلّم المستنير” شخصيّة مكرّسة بديعة الجمال، بديعة الثّراء، بديعة الرّفاه النّفسيّ، تؤدي القسم الرّوحيّ على نفسها خلال مراحل ترقّيها. قدراتها الكونيّة حاضرة بسخاء، مجالها النّورانيّ يسبق مستوى الوصول البشريّ بسنين. شخصيّة قائدة زعيمة كونيّة، تتصدّر حكم عرش النّفوس، وتحمل بين يديها إدارة نظام العالم الجديد.
هذا الملخّص يوضّح معنى “المُعلّم المُستنير”.
وعند التّكليف العسكريّ الباطنيّ المنبثق من المُستويات الرّوحيّة، يجب تنفيذه ضمن الشّروط المطلوبة وكما يتمّ ترجمتها من الحاضرة الكونيّة، ضمن الوقت المحدّد الذي تكوّن فيه ساعة القبول والنّجاح والحماية المناعيّة حاضرة. وفي حال علق الوعي في إحدى الأبعاد الكونيّة، فقد يواجه للمريد المكلّف أعراضا من قبيل :
صداع مُزمن يتركّز في الدّماغ الخلفيّ.
انكفاء عن النّاس تلازمه الوحدة والانعزال عن المجتمع.
آلام جسديّة مبهمة على شكل نوبات.
شعور بتصدّع في البنية العضليّة.
جفاف العضلات وثقل نشاطها.
انتفاخ البطن وازدياد السّمنة، نتيجة الاحتقان في الهارا والخلل في الغدد الحيويّة.
إهمال النّفس ونضارة الجسد .
إهمال المكان وفقد الاهتمام بالأشياء الخاصّة.
اختفاء عامل الصّبر وضعف الإنجاز.
الكوابيس المستمرّة مع حالات الهلع.
حدوث نزف دمويّ من الأنف بين وقت وآخر غير مفهوم.
اشتداد الوهج النّاريّ في الكفّين وأسفل القدمين.
النّوم لساعات طويلة، وفقدان مشاعر الاتّصال مع الواقع الخارجيّ.
تشنّجات متوسّطة الى شديدة في عضلة القلب، وألم في عظم القفص الصّدري.
تشنّج مزمن في الحوض، وألم أسفل الظّهر في الفقرات القطنيّة .
بطء الجسم وثقل حركته.
وأحيانا، قد ينتهي الحال باختلال نفسي مزمن، أو تفعيل عوارض لا شفاء طبّيا لها.
ومن هنا تنبع خطورة الطّوافات الباطنيّة.
جزيل الامتنان د…
أمانة تعاليم الشّفاء الأثيريّ