(يقظة العقل المستقبل للنداء الكوني)
(يقظة العقل المستقبل للنداء الكوني)
العقل آداة عظيمة شافية يقظة حينما نكون واعين له، يرينا صور ومشاهد معينة تضم حاضرنا، تضم مستقبلنا، تضم رغبات كنا نطمح لأن تكون محققة لنا، فإذا بالعقل
خلال التأمل يرينا مشاهد تحمل في صورها تحقق ما كنا نرغبه، مشاهد تختصر الزمن وتزيل المعوقات وتصنع الصورة الأجمل التي نريد..
تراقب العقل، وتراقب المتخيل الذي تشكل في ذهنك عنك، فتقول: «ذلك مستحيل غير محقق، وعقلي يبسط لي الرؤية»
أو يمكنك أن تضحك بقولك: «هذا بعيد المنال»
إن كل ما يريك إياه عقلك عنك حقيقي، وهو محقق، وهو في جوهره انطباع ضوئي طاقي
رسم فيه عقلك الصورة الفعلية لحلمك، ليخبرك أن ذلك محقق، لقد جعلك ترى صورتك الحقيقة كيف هي فيما بعد وكيف هي الآن..
المتخيل الإيجابي الذي رسمه العقل لك، هو حقيقة ما زالت في وعيك إيقاع ترددي من الطاقة الحيوية الناضجة التي تتهيء لأن تكون واقعاً لك…
فقط اسمح لتلك الصور التي وضعها لك عقلك عنك أن تتحرر منك لعالمك الخارجي، بقبولك لها وامتنانك لها، وتأكيدك الذهني أنها محققة، واشعر يقيناً أنها أصبحت حقيقة واقعة أمامك، واحتفي بها بسعادة وإيمان..
تلك الصور التي شكلها العقل بذرة نور لك، نبت برعمها في تربة الوعي لديك، لتعتني بدورك بالبرعم وتغمر طاقته بإيمانك به، وتعطه السماح منك أن يأخذ مجاله الفعلي في حياتك الخارجية، ويصنع نفسه واقعاً لك، فلا تقابله بالرفض والتثبيط فتخبو طاقته وتموت داخلك..
بالوقت نفسه العقل يستقبل وعيه نداء الوعي الكوني، سيما إن كان النداء يتعلق بأشخاص آخرين، فيريك مشاهد لهم توضح أنهم سيتعرضون لطارئ ما أو حدث ما سلبي، هنا عليك أن تكون يقظاً لتلك الصور التي وصلت إليك من النداء، فلا تتحدث عنها ولا تستخف بها، بل تخيل أنها تفككت وتحولت لذرات ذهبية مضيئة واختفت، مع امتنانك للوعي الكوني على استقبالك النداء بها.
فأنت بدورك كنت الآداة التي حولت رد الفعل الكارمي عن هؤلاء الأشخاص المكرس بالنداء الذي وصلك، فقد حولت طاقته ولم تسمح له بالتجسيد الخارجي، وذلك يسمى: “التحييد الكارمي للخطر”
أما أن وكدت تحقيق ما تراه أو ذهبت وتحدثت به للأشخاص المتعلقين بالنداء بقبول تام منك، فأنت سمحت للنداء أن يتحرك للتفعيل الخارجي، بالتالي وقع الخطر فعلياً بمن هم متعلقون بالنداء..
وإن كانت المشاهد التي توضحت لك نحوهم إيجابية تحمل السعادة لهم، فاجعلها تصبح حقيقة لهم، بتوكيدك لحدوثها وشعورك بالسماح لها أن تتحقق لهم، وافرح لأجلهم كما تفرح لأجل نفسك
أشعر أن طاقتها تحررت منك وتحققت لهم على أتم وجه، وبارك ذلك بالامتنان للرؤية
ولطاقتك التي استقبلت تلك الرؤى، وللاستجابة الكونية التي اختارتك لتكون الممر الرائع لحدوث تلك المفاجآت السارة لهم..
فجميعنا أدوات لمرور طاقة الوعي السماوي
بوعيك لعقلك وللمشاهدات التي يريك إياها كمتخيل ذهني هي حقيقة وليست وهم، ويبقى عليك الدور أن تعالج طاقتها وتحولها لنور ذهبي لحب لشفاء إن كانت سلبية وأن تحررها منك إليهم وتبارك تحققها لهم إن كانت إيجابية رائعة لحياتهم وواقعهم..
طاقتك تكون الحل لما هم فيه، وتكون المسؤولة عن التحقيق والتثبيط بوقت واحد..
يمر التيار منك لهم، أن تسمح له بالعبور إن كان داعما لهم أو توقفه وتفكك طاقته في خيالك إن كان غير سار وصادم لهم..
بالطريقة نفسها الرؤى التي يستقبلها عقلك من وعيك الكوني المتعلقة بك أنت بحاضرك الآن ومستقبلك.. اجعلها حقيقة وعش على أنها حقيقة، وكن مؤمناً بذلك..
علم الشفاء الأثيري