الاتصال بالوجود السماوي مُتجذر بأعماقك
(الاتصال بالوجود السماوي مُتجذر بأعماقك)
○ أنت لا ترى اتصالك مع الوجود السماوي، وقد لا تشعره، ومن يشعروه قلائل، لأن واقعك ابعدك عن الشعور به، علمك أن تبقى نائما، علمك أن تبقى مُغمض العينين.
○ إنه عبر مراحل التأمل، يحدث التطهير الباطني، ويجري سيلان العلاج الذاتي، فتبدأ كثافات الطبقة العازلة الفاصلة لك عن وعيك، المتحكمة بعقلك بالتفكك والتقسم والتلاشي..
رويداً رويداً يدخل عقلك في مرحلة الإشعاع والتنور والادراك الفائق..
○ إنه يتنفس أوكسجين الخلود.. إنه يتنفس أوكسجين الإنولاد، إنه يتنفس بعد تلاشي كثافات الطبقة السميكة العازلة.. أقصد بها: (الرواسب، المعتقدات،دوامات الأفكار،العقائد، التعصب، النظم الفكرية، ولاسيما نظم التطرف الديني، التي صنعت الخوف وأصبحت بمجملها صانعة لفجوة الألم البشري، وصانعة لكابوس الأنا ـ الداء المستشري في كافة المجتمعات على حد سواء)
○ الأنا مع التأمل لا تتبخر بل تتحول من ين إلى يانغ.
الأنا تتحول من عدم النضج إلى النضج.
الأنا تتحول من اليأس إلى الأمل.
الأنا تتحول من المفاخرة إلى التواضع.
الأنا تتحول من الكراهية إلى الحب.
الأنا تتحول من الحزن إلى الفرح.
الأنا تتحول من العدائية والحقد إلى التشاركية والمسامحة.
الأنا تتحول من الرفض والنفور إلى الإمتنان والقبول.
الأنا تتحول من الشك والظن إلى الثقة واليقين.
الأنا تتحول من الضيق والاختناق إلى الغتساع والإنشراح.
إنها أنا الوجود السماوي، يُلخصها العشق، ولا شيء غير العشق، إنها أنا الإنولاد، ما أن تتحول أناك إلى أنا النضج والانولاد أنا الوجود السماوي.. حتى تسودك الحكمة، ويُهذبك الجمال، ويزينك عذب المنطق والانسياب بين صفات الاكتمال..
سيعمك الفراغ.. الفراغ ـ الوعي الصافي، فضاء الصمت القائد إلى التبجيل، تبجيل الحياة لك كعائد الى نورانية الوجود السماوي فيك.
○ إنها كنف الروح، إنها الفطرة النقية، إنها جنائن الفراغ الناصع الذي يحتويك، إنها لحظة العشق، إنها لحظة التلاقي، إنها لحظة نزول السماء إليك، السماء لن تنزل من وجودها إليك.
إن السماء في الأصل موجودة فيك، ولحظة التلاقي هي لحظة الوضوح، الوضوح الذي يُعرفك على بهاء حقيقتك أنت يا ابن الرب وجوهر نورانية الأرض الأم..
○ أنت خلاصة عشق من كنف الله، وخليل الأرض الروح الجسد.
(جسدك الأرض الأم، روحك بهاء الرب)، فاحتفل بانولادك، احتفل بمكانتك وحضورك..
احتفل بأمانيك.. إنك المُبارك بنورانية الروح، إنك أداة الشفاء والاستقبال والعطاء.. إنك الفرح، إنك المُبشر، إنك قصيدة سلام يُغنيها الوجود..
إنك قصيدة سلام أغنيها في صلواتي وخلوتي..
ما أن يعمك الانشراح، ويحتويك الاتساع، ويُفرحك الوضوح.. حتى ترى كونك الحبيب أفلاكاُ جميلة ناعمة، سابحة في مدارات وانسياب داخلك..
إنها بينك، بين جسدك بين روحك، بين أعضاءك، منها تكتشف أن كل عضو منها فيك له كوكبه ونظامه وخلاصته وله أمانيه نحوك ونحو وجوده في ملكوت الرب..
تكتشف أن أعضائك الحنونة عليك، وأن جسدك الناعم البهي، جميعهم كائنات من حب ونور وسعادة.. إنهم أصداقاؤك.. إنهم عائلتك، انهم شمسك وقمرك وسماؤك وعاطفتك وشجنك ورقصك..
إنهم احتفالك وأساس بلوغك وفورانك.. عندما يعمُك الوضوح، تتكشف أمامك عينيك دروب الاستنارة.. فيحملك الله بين كفتيه إلى حضن الحنان الخالد، حيث لا مكان للألم للشك للمعاناة.. بل السعادة فالامتنان، سعادة فامتنان، وسعادة وسعادة وسعادة وسعادة..
إنها لحظة التلاقي والالتقاء، التقاء الإبن مع الأبدية الخالدة.. ااااه التحول من جسد ميت مختنق إلى جسد روحي وضاء بالعشق والانحناء والكرم والسلام..
إنه الترقي معزوفات الامتنان التي تطلقها أوتار الوجود احتفالاً بك، احتفالاً بعودتك.
أيامكم مباركة بالحب وعطور السعادة..
أضحى مبارك لكم ولقلوبكم الملونة بالعشق.
محبتي..