كيف ترى تعاليم الشفاء الأثيري عادة تقبيل الأحجار في المقامات والأماكن الدينية ؟
معلمي خلال زيارتي إلى لبنان لاحظت أن العديد من الناس لديهم عادة وهي تقبيل الأحجار في المقامات والأماكن الدينية
كيف ترى تعاليم الشفاء الأثيري ذلك؟
هل يعتبر ذلك خطأ؟
شكراً دانا
🙏🏼💕✨
للسؤال جوابان عقلي وباطني
الوجه العقلي:
إن تقبيل الأحجار معتقد قديم عائد للأصول الوثنية القديمة، الناس ٱنذاك تتعبد الحجارة بمعتقد الحاضر أصنام
تقوم بإنشاء تماثيل معينة توافق معتقدها ثم تطلق عليها مسميات معينة، ثم تعمل على عبادتها وتقديسها راجية منها الخير والبركة
تفعل ذلك لغياب فعل التنوير الذاتي عن العلوم الباطنية الصحيحة، تجدها تطوف حول الأصنام وتصلي أمامها، تبني التماثيل الضخمة على هيئة آلهة تقوم بعبادتها
هناك وجه آخر للإدراك العقلى، يقول:
أن هذا التصرف خاطئ وهو إشراك، تقديس الآلهة بهذا الشكل خاطىء، لاحظوا الآن، كل شىء فى هذا الوجود عبارة عن كمال، كل شىء فى هذا الكون عبارة عن كمال
كل ماهو موجود من مجسمات مادية تتحرك طاقتها وتتغير بناءا على إدراكنا الداخلى الواعى، بناءاً على تفعيل القوى الداخلية لدينا وتغييرها من شكل لآخر
كلما انسجمنا مع هذه القوى تفتحت داخلنا وتنامت وتنامت معها طاقة المجسمات الفيزيائية من حولنا، كلما عمنا إدراك أشمل وعمنا وضوح أوسع، إذاً طاقة المجسمات المادية المحيطة بنا تسكنها الكى الكونية وهي شكل من أشكال روح الوجود..
تتغير الكي بناءاً على تغيرنا و تتبدل بناءاً على تبدلنا الداخلى
الوجه الباطني: لنشرح المعادلة ذاتها من باب تعاليم الشفاء، النحات عندما يقوم بنحت منحوتة معينة فى مرسمه أو متحفه او محترفه، وتنشأ محاورة بصرية شعورية بينه وبينها، هل يعتبر ذلك إلحاد مثلاً؟
عندما يقوم بتقبيل منحوتته ومنحها الحب فهل ذلك يعتبر عملاً خاطئا؟
بالتأكيد لا، بل إنه يعد تقديسا للكى الكونية الموجودة داخل العمل النحتي، وتتغير طبيعة الكي بتغير الشكل.. كل الأعمال النحتية قاطبة تسكنها روح الوجود، تسكنها الكى الكونية وتتغير الكي بتغير طبيعتها الشكلية وتغير الحالة الشعورية الممنوحة من قبل الوعي العاطفي للنحات لها
للكي الكونية طاقتان مصدريتان حارة وباردة ـ ظلام ونور، وضمن أي طبيعة أنت تنخرط وتنسجم تعطيك وتتفاعل معك، فكن دوماً في الوسط بين الطاقتين لا تتطرف لإحداهما على حساب الأخرى، فيبقى رد الفعل العطائي لك من قبلها هو الحب المتزن اللانهائي
النحات إذاً عندما يطلق مشاعر الإمتنان والحب من وعيه العاطفي للنور الباطني المكون لعمله النحتي هو يتصل معه ضوئياً ويتحدان في طبيعة الشعور والإدراك المتبادل حينها تحدث المحاورة الباطنية الحسية بينهما، فتنشأ هذه القداسة
كل ما أمنحه من مشاعر الإمتنان والحب المتزن لكي الوجود داخل العناصر الجمالية، فهي تمنحنى بدورها الحب المضاعف المتزن فكن دوماً ضمن المباركات الباطنية الشمولية الرائعة لنبتعد الآن عن محترف الفنانين
الفنانون يعتبرون عملهم الفني ابن لهم، فتنشأ بينهم المحاورة الرائعة التبادلية لتي ذكرت يعتبرون عملهم الفني كائنا من محبة راقية فائقة الوعي
إن زرت الطبيعة، وتأملت العمل النحتى الطبيعي فى تكوين الجبال والصخور والتضاريس إن اقتربت من الصخور أو تلك التكوينات الجميلة ومنحتها الحب المتزن من وعيك العاطفي وقبلتها امتناناً منك لروعتها وتقديساً لكي الوجود داخلها، فلإن ذلك يعد سلوكاً بديعاً ناضجاً منك وتكافؤ عليه ضعف ضعف ما تتوقع
التقبيل الشعوري النبيل لتلك التكوينات الجمالىة للطبيعة هو تقبيل الله داخلها تلك قداسة من ذروة التفتح العاطفى المستنير في ذاته
عندما يعتريك الحنين نحو منطقة معينة من الجبال كنت تزورها سابقاً فى طفولتك عندما تزورها تجيش عيناك بالبكاء وتشعر لحظتها أنك تحتضن كل تلك المنطقة وتضاريسها
وتسكب فيها كل شجنك وحنينك
الذى أريد أن أوصله لكم أن الناس على اختلاف أطيافها الدينية تقوم بتقبيل حجارة المقامات استناداً على معادلة معينة، وهي أن تلك الحجارة تحوى أو تحيط إنسانا قديسا متوفى، تقبيل حجارة المقامات هو تقبيل للحجرة التى تحوى طبيعة هذا الشخص المقدسة، بالتالي الإمتنان عائد لكي الكون داخلها..
كل شىء تفعله الناس هو صحيح ينتمى لإدراكهم، ولكن الصحيح تتغير درجاته وتتغير أشكاله استناداً إلى ترقينا الباطني
كل مايحدث فى هذا الوجود متوازن، لا تعتقدوا أن هناك خلل فى توازن قوتيه الظلام أو النور، كلاهما قوتان متعادلتان متوازنتان دائماً، ولكن على قوى الظلام في الطبيعة البشرية أن تترقى من شكل الى آخر، كما قوى النور تماماً، فإن ترقت القوتان معا انسجمتا وصنعتا فلكاً مدارياً من الحب المديد والجمال الاستثنائي الفاتن
خلال زيارتك للأماكن المقدسة.. أطبق يداك بوضع الإمتنان أمام الصدر ثم أشعر مشاعر الإمتنان والحب نحو كي الكون التي تحييه، وجه امتنانك لكل ما يحتويه فراغها الحيوي
ثق أن قداستك التي أطلقتها ستعود إليك مضاعفة من وعي المكان .
تتعامل الناس بما اعتادت عليه من موروث قديم، تربت فيه ونشأت فيه وتنامت فيه، يرورن أن تقبيل الحجارة تقديرا للقديس الذي فيه، ولكن يغيب عنهم أنه تقديس لروح الوجود فيه
كل مجسم فيزيائي مادى جميل التكوين داخله تسكن روح الوجود، يسكن شكل من أشكال الكى الكونية..
عندما تطلق من وعيك العاطفي مشاعر الإمتنان والحب نحوها، وتراها كائنات من محبة.. أنت تعمل على تنشيط طبقات الوعي الذبذبي الذي يحتويها، وهذا يعود عليك بالمقابل أضعافاً
إذاً فى علوم الشفاء لا يوجد شىء مُسمى صنم، لا يوجد مسمى جماد كل عنصر فيزيائي يؤدي دوره وكماله وتوازنه الطبيعي الرتيب الفائق التنظيم، علينا فقط أن نستشعر الحب طاقتها الرؤوم ونتصل معه من خلال الإمتنان والتقدير والإحترام اللانهائي…
لاحظ روعتك عندما تشعر أنك متصل مع كل ما حولك من مكونات الطبيعة والأرض الأم فإن طلبت بنيتك الواعية المطر مثلاً لا يلبث وقت قصير إلا ويهطل تلبية من كرم الكون عليك كمتنور في ذاتك
الناس على مقدساتها ومعتقداتها تلقى من الوجود أشكال الوفرة المناسبة لها، تلقى من الوجود ردود الفعل المناسبة لها حسب معتقدها وسلوكها وسيرها الباطني..
وهى على ماهى عليه تسير ضمن مسار صحيح ينتمى لها، ولكن عندما تتحرر من هذا المسار تنتقل الى مقامات أخرى من التوجه الصحيح والأمثل والأكثر رونقاً وسعادة وشمولية
السلّم الخشبي ..
هل يمكن أن تقول عن الدرجة الأولى منه أنها خاطئة؟، والدرجة الوسطى أنها خاطئة؟، والدرجة الأخيرة أنها خاطئة؟
السلم الدرجة الأولى منه صحيحة والثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة حتى القمة منه، كلها درجات صحيحة، أنت عليك أن تخطو الخطوة الأولى لتنتقل إلى الثانية ثم الثالثة
كل خطوة فيها أشكال من النور واختبارات وسلوك وصفات.. إنها مقامات وعى مختلفة متنامية خلال شعورك بها وإدراكك التفعيلى السريع الصحيح لضوئها الباطني، الإتصال الرتيب هنا يجعلك فى خطى تنوير عظيمة
هكذا تبقى فى مراحل الانتقال حتى تصل درجة السلم الأخيرة، لتعبر إلى الضفة، والضفة مقام التنور الذى لاعودة منه، ومنه ستجد سلماً آخر بانتظارك وشغفك سيجعلك تخوض مغامرة جديدة من نوع مختلف، مغامرة اختبار الصعود درجات سلم العلو الجديد
إذاً كل مكونات الحياة من بشر وحيوانات وحشرات وأحياء ومجسمات فيزيائية من الطبيعة تسير في نظام مرتب صحيح فائق الدقة، وإنما درجة الصح فيه لدى عامة البشر متصلة مع فهمهم العام والخاص وإدراكهم الواعى لتلك المعادلات الرائعة..
(رحلتك ضمن الطبيعة الأرضية رحلة حب رائعة متكاملة عليك فهمها فقط لتدرك معانيها)
هنا فقط تتجلى مهمتك فى تطوير فهمك والانتقال بين درجات السلم وصولاً لدرجاتك العليا
وكل ضفة تعبرها هي فردوس رباني لك.. هذا أنتم طلبة تعاليم الشفاء الأثيري، هل تذكرون كيف كنتم وكيف أصبحتم الآن؟
امتنوا للناس الذين ترونهم يتصرفون بعادات غير طبيعية، امتنوا لهم، وامنحوهم مشاعر الحب حتى وإن خالفت مفاهيهم مفاهيمك وإيماناتك.. هذا فهمهم وما يقومون به هو صحيح في مقاماتهم التي ينتمون لها سواء كانت دنيوية غريزية أو نجمية عاطفيىة أو روحية كونية
وثق أن عطاءك يعود بالمقابل أضعافاً عليك، لا تسأل متى؟، العطاء يتجسد وفي وقته الصحيح وبشكل إعجازي غير متوقع بالنسبة إليك ومفاجئ
أشخاص كثيرون مازالوا حتى الآن يتعبدون الأحجار والفأر والبقرة والنار سيما الهنود، ولكن بالنهاية تعبداتهم عائدة لمصدر واحد أبدي هو الله
قل دوماً معبودتى المدللة هى الأرض الأم، وطاقتها أمانة بين يدي، معبودي هو الكون وطاقته أمانة بين يدي، بالتالى أنت تطلق شعاعك الرائع الحب إلى الله ـ روح الوجود العظيمة في مقومات الخلق النديم، أنت بذلك تتماهى مع قوى الله المتفعلة فيك دوماً وأبداً
والتماهي يجعلك فناناً في عيشك، أنت أصبحت لا جسد، لاشكل، أصبحت لا وجود،أصبحت ضوءا منيرا من شعاع الحب الرؤوم، الضوء أينما يكون ينشر الدفء والسعادة.. وأنت الدفء والسعادة والوفرة والعطاء اللامتناهي
لذلك لاتحزنوا من الأشخاص، لاتحزنوا منهم سواء كانوا ناضجين أو لا، دوماً قولوا:
أن هؤلاء الأشخاص يتصرفون تصرفات صحيحة، تنتمى لإدراكهم وأبعادهم، ولكن لا تنتمى لك، أنت مختلف عنهم لأنك الأوسع في نضجك واستنارتك، يُمكنك أن توجههم بطرق ناعمة وفيها كوميديا كما أفعل تماما مع الناس، فيتمنون رؤيتي بالثانية وبعطش كبير لحديثي وسماعي… أرشدهم بتوجيهات ناعمة مرشدة كيف يجعلون تصرفاتهم أجمل فأجمل فأجمل
تعاليم الشفاء الأثيري
يوليو 10, 2016 @ 11:20 م
كل المجسمات الموجوده تسكنها الكي الكونيه ,التي نقدم لها مشاعر الحب والامتنان والتي تمعود علي بالحب المضاعف والمتزن من وعي المكان
كل ماهو موجود من مجسمات مادية تتحرك طاقتها وتتغير بناءا على إدراكنا الداخلى الواعى، بناءاً على تفعيل القوى الداخلية لدينا وتغييرها من شكل لآخر
لذلك عندما نطلق مشاعر الحب للروح الساكنه في المجسمات فاننا نطلق الحب للكي الكونيه الساكنه فيها والتي تعمل على تنشيط طبقات الوعي الذبذبي الذي يحتويها، وهذا يعود بالمقابل أضعافاً
امتناني لفيض الحكمه ونورها معلمي بك ومعك نرتقي للاجمل في طريق النور والوعي