مُعلمي هل توضح لنا مفهوم الحسنة أو الصدقة من باب الأنا الدنوية وأنا الكون؟
ـ مُعلمي هل توضح لنا مفهوم الحسنة أو الصدقة من باب الأنا الدنوية وأنا الكون؟
أنت تعطي من أموالك حسنة أو صدقة هي في فهمك زكاة عن مالك وواجب عليك تمنحه لصاحب الحاجة وأحياناً تمنحه مُجبراً أو للمفاخرة بأنك منحت
هل راقبت نظرتك وتفاعل سلوكك مع صاحب الحاجة إن طرق بابك أو مر بك في شارع أو شاهدته جالساً في زاوية ما يستجدي عطفاً منك؟
نظرتك إليه تكون دونية مُشفقة، قد تزدريه لثيابه الملوَثة وحاله الضعيف، وقد تعمل على طرده من بابك أو تحرف نظرك عنه باشمئزاز، وإن أعطيته من أموالك تقدم له بضعاً قليلاً للغاية تقدمه من باب الحرج لا العطاء السخي
هل فكرت أن هذا العابر الذي قصدك فجأة وعلى أي شكل كان حاله أنه يحمل لك رسالة شفاء مُعينة ترفع عنك استحقاق عقاب ما واقع في مدارك القدري ناتج عن نواياك وسلوكياتك وأفعالك، وقد يكون عقاباً رد فعلي حاضراً معك من حيواتك السابقة
الحسنة أو الصدقة هي فعل توجيهي تقوم فيه من محرك شعور الأنا الدنيوية كعمل خير، فتشعر بقوتك على الحالتين إن أعطيت شفقة أو طردت من قصدك ولكن ذلك يسقط أمام ميزان العطاء الذي تحركه أنا الكون،
في علوم الشفاء الأثيري
أموالك مهما كنت ثرياً أنت مُؤتمن عليها ليس أكثر إنها أموال الكون، وأنت آداة وضعها وصرفها في الوجهات الصحيحة، لست أنت من يُقوم بالعطاء أنا الكون التي تقوم بالعطاء من خلالك، وأنت الآداة التي تتحرك من قبلها لفعل العطاء
العطاء لا يُسمى: حسنة أو صدقة، وإنما يُسمى: الفعل الشعوري النبيل اللامشروط، مُحركه الدافعية الإنسانية الراقية التلقائية الحدوث المُتصلة مع شعاع الله السلام في النفس، هنا فقط تشعر أن الله يقدم من خلالك العطاء النبيل وأنت آداة تحقيق العطاء،
هنا فقط تشعر السعادة، العطاء يُولد من إحساسك وصوتك وحضورك وسلوكك وبسمتك وكلمتك وتفاعلك
نظرتك لك من هم أقل منك مهما كانوا وكيف كانوا تحولت نظرة امتنان مع مشاعر غبطة عميقة وحنان كريم تغمرهم به
إنهم يعلِمونك كيف تحترم نفسك، وتحترم جسدك، وتحترم صحتك، وتحترم حياتك وتحترم كلمتك، وتحترم الآخر ممن هو أقل منك شأناً تمنحه من مشاعرك المحبة وأمانيك
تمتن لما أنت عليه من وافر صحة ورفاه، سعادتك تولد من كيانك تلقائياً أنت تمنح هؤلاء الناس السعادة والاحترام والاعتناء بشغفك المحب، مُدرك أن عطائك لهم بركة من مال الكون الذي إئتمنك عليه لتوجهه في مواضعه الصحيحة رفاهاً لك ومن جانب آخر عطاء عاضد للآخر حسب استحقاقه منك، فأنت هنا فاعل مُراقب لعملية العطاء التي تلبي بها إرشادك وتوجيهك الرباني الإنساني الخاص المنتمي لفطرتك وتهيب فطرتك لك لا التوجيه والإيعاز الديني
أوضح كتاب التعاليم:
«وإنما نظرة وعي التسامح وفعل العطاء النبيل يرفعان استحقاق الخطيئة للزوال، يضاعفان استحقاق الغفران ويرفعان منزلة السعادة في النفس ويجعلانها في الخير السخاء
بينما نظرة الأنا المُتمردة المُزدرية لكل ما تراه وفعلها الحسنة المشروطة المُتفاخرة والإشفاق تضاعفان استحقاق الخظيئة، ترفعان استحقاق الغفران من النفس، وتحجبان عنها منزلة السعادة وتجعلها في البؤس الشقاء»
حتى تفهم العطاء الرباني وتدرك لغته الكونية فيك، عليك أن تدرك أنك تنتمي للوجود ككل منه خلقت ومن طاقته جبلت روحاً جسد، أنت متحد مع هذا الحب الواسع، هنا أنت لم لا مُسلماً ولا هندوسياً ولا مَسيحياً ولا أي مذهب آخر، أنت أصبحت كائن من الحب حالة وعي كونية مُستنيرة في شعاعها الروحي الخاص، مُتصلة مع وعي الروح السماوية عقلها مُتفتح مُتصل مع ينبوع القلب، حاضرك الحب وباطنك التسامح وفعلك الحب وكلمتك السلام وقائدك الحب ومرجعك الامتنان