(الترحال في بحر المعرفة الروحية المبجلة)
(الترحال في بحر المعرفة الروحية المبجلة)
مـا الاخـلاص ؟
كــيف تكون الروح مخلصة لخـالقها ؟
ثم انني مررت بالعـديد والعديد من المُعلمين أمتن أمتن امتن لكل ماتعلمت منهم !!
لكنـي لم أنساهم
كيـف أكون مخلصة لهم ولكرمهم وعطائهم معي؟
شكراً ريمان…
العلوم الباطنية الأصيلة غزيرة متنوعة، تتوقف مهمة المريد الأصيل على اجتراع كمية المعرفة المبجلة من المعلم المكرس للعلم الذي يدربه والإخلاص لما تعلمه، وفي حال لم ينسجم وعي المريد مع تعاليم المعلم التي يدرسها فإنه يقوم على إيقاف حالة التلقي، ثم يعمل على إعادة تهيئة الذاكرة الذهنية الخازنة للتعاليم التي تدفقت إليه ويعمل على حذفها وإلغاء تفعيل طاقتها، ثمّ يوجه رسالة مباشرة لعقل المريد بإيقاف الرحلة والبحث عن المصدر الجديد للمعرفة…
🌸
إن أرغم المريد نفسه على البقاء رغم تنبيه وعيه له، فسيعرض نفسه لمسؤولية ذلك..
🌸
المريد الروحي الأصيل ربان سفينة في بحار مديدة لا نهاية لها، تسمى مناهل المعرفة الكونية المبجلة، وعليه أن يكون واعياً مدركاً لدقائق تفاصيل سفره وترحاله الدائم العطش للتعلم..
🌸
«يا معلمي»
وأي كلمة توازي قداسة هذا الكلمة..
المعلم رفيق وأب ومضيء شعلة النور أمام المريد الأصيل، يحميه ويعمل على إيصاله لمبتغاه بأيسر الطرق والسبل الممكنة…
🌸
يحمل المعلم الروحي الأصيل مسؤولية نفسه ومسؤولية مريديه ومسؤولية تعاليمه ومسؤولية استنارته ومسؤولية طاقته وتنميتها لتصبح أعظمية الأثر والتأثير اتصالاً وارتباطاً وثيقاً مع المصدر الكلي الباطني السماوي الله..
🌸
لذلك الذي يلمسه المريد الأصيل من وعي المعلم ومن رفقه ومن حكمته وتجاربه وخبراته.. لا يمكن أن يوافيه ثمن أو تقدير، لأن المعلم يختصر الزمن على المريد وينفله ضفافاً في مداد رحلته التنويرية، ويبقى مشرفاً عليه حتى وإن غادر المريد المعلم
يبقى المعلم يمد مريده بالسعادة والشفاء حتى وإن لم يلتقيه أبداً فيما بعد..
هكذا هو فعل الطاقة السماوية المبجلة تبقى تمدك بالرعاية حتى وإن تخليت عنها، وفي أي وقت عدت تجدها نحوك بذات التدفق وبذات العطاء وبذات الرونق السحري..
🌸
كمريد أصيل عليك أن تجيد تعلم قيادة سفينتك في مد بحر المعرفة، أن تكون قائداً قبطاناً ناجحاً متألقاً يقظاً حكيماً واعياً واسع الرؤية، إنك في ترحال مستمر بين جزر الاستنارة، وكل جزيرة تمنحك ما يناسب وعيك من الفهم والخبرة، ثم يتم تحضيرك للترحال نحو اكتشاف جزيرة أخرى..
خض الرحلة بإيمان، وكلما اكتشفت جزيرة وتحضرت لاكتشاف أخرى فاعلم أن قوتك الروحية تزداد، واستقامتك تنصهر في الشعاع الأزلي أكثر فأكثر، ومقدراتك تتطور، وهيئتك الشعورية تنمو وتنضج وتنسبر في ظلها مهاراتك
🌸
تجوالك مع المعلمين المكرسين لا يوازيه ثمن، كل واحد منهم يلقنك فنون الاتصال مع جوهرة الحياة في صدرك ومع روائع الحياة في مد واقعك.
ضمن رحلتك تحلى بالشجاعة والثبات والطموح.. تمسك بجملة واحدة:
«أريد أن أكون نفسي التي أحب»
رحلتك لا تنضج بمعزل عن التجارب التي تدخل بها وغايتك التعلم لا الفوز، النجاح في كسب الخبرة العملية التي تحولك ملاكاً إنسان في مجتمعك..
🌸
يعطيك المعلم الأصيل من ماء قلبه وروحه النعمة، لتحافظ عليها، وحينما ينهي المعلم تدريبك ما يُسمح له في نقله إليك، عليك أن تستعد للرحيل واختبار ما تعلمته، ثم المضي للنهل من مصدر أخر من اكتشاف معرفي أخر،
ولا يقابل المعلم الذي مدّك بالعلم إلا بالامتنان الشديد والولاء المُخلص
🌸
الروح في كلها قطرة من نور من الديمومة الأبدية الله، إنها دائمة الاتصال، وأنت من عليه أن يكتشف ذلك في أعماقه ويتصل معه، اقترابك من قطرة الروح في المتوهجة في صدرك يبعثك من جديد إلى عالمك الخارجي كائناً مختلفاً مصقولاً مهذباً مشبعاً بالحب والغفران والإنسانية والرفق ضمن هالة كبيرة هي السلام…
هنا تتجلى مهمة العلوم الروحية المبجلة، اتصالك مع جوهرة الروح في صدرك واكتشافك لطاقتها بك وقدراتها التحولية بك، التي تنقلك وترفعك من عتبات الضجيج والألم والنزاع إلى روابي البركة والنعيم والشفاء..
مباركة ذواتكم بكل الخير
علم الشفاء الأثيري