(كيف أرى المعلم الروحي؟)
شكراً ثائر للسؤال
هذا سؤال حساس للغاية فهم الإجابة عليه يتطلب مشاعر الإيمان منك، وسأضع الجواب من مرحل تجربتي وما مررت فيه خلال 19 عاماً من ممارسة العلوم الباطنية التي اجتمعت في نهج علم الشفاء الأثيري ورسالته السماوية في السلام
لكل مخلوق في هذه الدنيا شعلة روحية مقدسة تسكن صدره، تنيره بالطاقة وتمنحه القوة والثبات واليقين…
للشعلة الروحية حارس مجالي ملائكي مُكرس لها وتحت تصرفها، وهي في أمانته، وهو في أمانتها، يسمى الحارس المجالي وهو بذي قوى مشعّة خارقة لا حدود لها..
بـ “المعلم الروحي”
تشعره في صلواتك وفي محاكاتك الداخلية مع عالمك الروحي، يمنحك المعلم الروحي الإرشاد والهداية والحماية، وأنت طفل في احتواء مجاله الشعاعي..
المعلم الروحي لا تحدث المكاشفة بينك وبينه الا بتحضير باطني وإعداد نفسي جسدي وطاقي، ذلك يحدث على مد سنين من العملية التأملية المستمرة
يختبرك المعلم الروحي المسؤول عنك مراراً، يختبرك ويحضرك لمكاشفته، وعليك فهم لغة اختباراته لك
إن لم تتحضر جيداً لمكاشفته لن تراه أبداً في وعيك المادي، قد تراه في رؤاك الحلمية، يظهر لك على شكل ملاك مضيء أو طائر أبيض أو على هيئات مختلفة يُحيطها هالة مضيئة لامعة، يمنحك التبشير ويهديك للخطوات العرفانية الإيمانية الصحيحة..
للمعلم الروحي اسم كوني عظيم القوى، وهذا ما يبحث عنه المريديون في العلوم الباطنية، الاسم الروحي الذي يصلهم من أبعادهم الكونية، يصلهم من كينونة وعيهم
وتسمى مرحلة المكاشفة أو اللقاء بـ “السنياسين” أو “السانياس” وهي مرحلة الرهبنة في علوم الوعي المقدسة.
قبل رؤية المعلم تتلقى اسمه الروحي أولاً يتحد الاسم مع مجالك الذبذبي، وتبدأ عملية التحول في طاقتك لتصبح في هدى الاسم الباطني لوعيك..
في زمن وفي مكان ما تحدث المكاشفة ترى المعلم الروحي أمامك مادياً على شكل طيف شعاعي، يظهر لحظياً ثم يختفي حرصاً على عقلك وعليك، ثم تتكرر رؤيتك له في أزمنة مختلفة ومتباعدة…
بالوقت نفسه تختبر أنت التغيير العجيب الذي يطرأ عليك في صحتك وفي طبيعتك النفسية والذهنية خلال تغيير مجالك الضوئي بفعل ظهور مجال المعلم والتحامه بك مادياً
مع هذا الظهور المبجل تتفتح استنارتك، وعينك الباطنية تراه وضوحاً في تأملاتك
تراه ويصحبك معه في رحلات تجاوزية نجمية، تسمى: “الطواف الضوئي” يعلمك فنون الحكمة ويعرفك على مراتب الألوهية اللانهائية، وتصبح في ظله واحتواء مجاله تلميذه النجيب..
(أنت تلميذ وعيك، تلميذ معلمك الروحي)
مع الوقت تتعرف منه على عالمك الإلهي الخاص، وتتلقى مراتب المعرفة وتتعرف على الأسرار المبجلة للخلق وتحولات سدم الطاقة السماوية، وتصبح بهذه المكاشفة معلماً روحياً، خلال تعاقب الزمن وتنفيذك لكل تكليف يمنحك إياه المعلم الروحي المشرف عليك..
حيث لا مكان للشك أو الخطأ، والخطأ يجعل المعلم في احتجاب عنك، يتركك لنفسك افعل ما تريد لوحدك بعيدا عن اشرافه عنك، وهنا أنت ستكون في مسؤولية عظمى للاحتجاب ولافعالك..
قد تمر عليك ساعات وأيام تبكي طلباً للغفران وعودة ظهور المعلم الروحي لك،
هو لم يتركك فقط حجب مجاله عنك، لتدرك تصرفاتك وتميز أفعالك إن كانت في هدى أو شتات
وفي لحظة الانهيار القصوى، يظهر لك مجدداً، ويحررك من تداعيك ويعيد لك التوازن ويجعلك في مسار السلام مجدداً
ستبقى تتعرض للاختبارات الصارمة من المعلم الروحي حتى تصبح أهلا لتحمل مسؤولية رحلتك الروحية وحدك، وهنا ينميك ويجعلك في اتحاد مقدس مع الوعي السماوي – الله
بدءاً من شعلتك الروحية اتصالاً مع الشعلة الروحية السماوية المضيئة أبداً، وهكذا هي رحلة المعلمين المستنيرين على مد التاريخ وما صنعوه وقدموه في حقب عيشهم الزمني من معارف وهدى لسائر الخلق
المعلم الروحي السماوي، كائن نوراني شديد الجمال، وذو قوى كونية لا نهائية، وهو حارس شعلتك الروحية
مباركون بكل الخير
علم الشفاء الأثيري