حينما يخاطب المريد استاذه في العلوم الروحية باسمه بلا لقب الاحترام لعلمه وهو لفظ “معلم”
فذلك غاية في قلة التقدير والاحترام
مُسمى معلم أو معلمي لفظ جليل وغاية في القداسة
يحرك المسؤولية القصوى لدى المعلم نحو مريده، ويجعل المريد في غبطة وسعادة أن له أباً روحياً راعياً له
وتنكسر هذه الصورة حينما يرضى المعلم أن تتم مخاطبته من قبل مريديه باسمه بلا مُسمى الاحترام لعلمه ومكانته الباطنية، وهو: معلم
فذلك يدل على ضعفه واضمحلال ثقته بمورده العلمي، وهذا ليس تواضعاً، ولا يساوى المريد بالمعلم، المعلم الروحي الأصيل هو قائد وهو طبيب وهو مُتصرف وهو مانح خطى الهداية والإرشاد والتوجيه، وهو يعطي من ماء علمه وثمرات وصوله للمريدين فيختصر عليهم مشقة سنين وسنين من البحث والتجوال
والمريد ينطلق من الثمرات التي تلقاها من المعلم للعلياء، وهذا الإجلال للمريد عليه أن يفهمه ويعيه ويلزم كلمة معلمي آبتي ينطقها بإجلال وخضوع مصحوباً بالامتنان
عار وقلة حياء من أي مريد أن يخاطب المعلم باسمه بلا مسمى المعلم
قوة التعاليم الروحية في نظامها الأكاديمي الصارم الجامع للصدق للاستمرارية للعدالة للمجازفة للتجريب وبلوغ اليقين في البرهان، وأي معلم روحي يلقن تعاليماً ليست صحيحة أو عارية من الدقة يتحاسب آلهيا بضراوة لماذ؟ لأنه “المؤتمن”
هذا جمال النظام الروحي الصانع للهيكلية التربوية الجليلة للعلم الباطني الصحيح الذي يقوم على معادلة جوهرية: تقنية + تطبيق صحيح = برهان، البرهان = الوضوح، الوضوح = الاستنارة
هكذا المريد يشعر بالآمان المطلق في كنف رعاية المعلم، والمعلم يشعر بكامل الحرص والمسؤولية نحو مريده، على المعلم مسؤولية عظيمة وهي أن يضع نفسه في موضعها الصحيح ويغرس جذوره ووجوده الصارخ وهيبة حضوره واختلافه وبساطته وفكاهة كلماته بوقت واحد
يأخذك جولة في وقت واحد ما بين الحزن والفرح والحب والبكاء واللين والشدة والمتعة والنشوة والحنين والألم والانشراح..
تارة تضحك وتارة تبكي وتارة تغني وتارة ترقص وتارة تتمرن وتارة تصرخ، وكل حالاتك النفسية المتوالية تصب في مصب الحب النبيل والامتنان
المعلم الحقيقي متحرر لا قيود توقفه أو تخضعه من المفاهيم الدنيوية البائسة المحدودة الذي يبطء تقدمه صدامه مع الشخصيات المنغلقة غير المتحررة المقولبة دنيوياً بآراء ومعتقدات صب، عليه أن يتقن تفكيك تلك العقد الإسفلتية ويتقن تحطيم الكتل العُقادية التي صبّ فيها العقل وتحول لتمثال صنم جامد
ليس انتقال المعلم الروحي لضفاف متطورة أمراً سهلاً، عليه أن يحارب لأجل رسالته المقدسة لأجل علم تم اتمانه عليه، وإلا عار عليه أن يتحدث في علم باطني هو حامله وعليه أن يصنع معجزااات علمه يقيناُ مشهوداُ من كل البشرية على حد سواء
التعاليم الباطنية الكونية تربية روحية عميقة مبجلة ليس سهلاً فرمتت العقول الصب وإعادة توليفها مجدداً بنظام كوني حي عريق يؤدي إلى الإلتزام الذاتي بها عشقاً ونهماً واندفاعاً وتحرراً وصخباً وفوراناً وليس فرضاً او استعباداً وواجباً بل إدماناً