أنت تزهر كما يزهر الربيع ـ الناس بين النقيضين)
(أنت تزهر كما يزهر الربيع ـ الناس بين النقيضين)
تتبدل الناس بين النقيضين الين ـ اليانغ، الين الجانب الأيمن المظلم، اليانغ الجانب الأيسر المنير، ومنهم من ينتهي بعد سلسلة التغييرات في كنف الوسط.. التمركز في النشوة المستدامة الناتجة عن اتحاد النقيضين.
صفات الناس في النقيض ين:
(الين صليب الألم ـ الانفصال عن الوعي)
الواقع في النقيض ين يلخصه العقل الممنهج، كثيف، ضيّق، عشوائي، يتحكم بالأشخاص، يحركهم كيفما يريد، يصنع منهم أشواكا يابسة جافة مضمحلة العطاء والشعور، معذبون متألمون، لا يعرفون الحديث إلا بلغة المشاعر المجروحة أو الجارحة، العالقة ما بين ماض ومستقبل وآمال..
الناس في النقيض ين إما مقموعون أو مكبوتون أو متطرفون جريئون بطريقة غير منسجمة مع الرقي الإنساني، ضائعون، يعتريهم الخوف والكبت، واقعهم يستنزف قواهم، يتركهم بين زيف ولهو ومضاهر وسخرية.. قناعات راسخة في طبقات عقولهم السحر، الشعوذة، التنجيم، الأبراج، الدين.
عطشون للحب، دائماً يبحثون عنه، وان وجدوه يقعون في التعلق والتطرف العاطفي ونزعة التملك والأحلام الوردية.
صفات الناس في النقيض يانغ:
(اليانغ الربيع المتفتح ـ الوعي)
الواقع في النقيض يانغ شفاف، مرتب، مهذب، متسع، مفعم بالحب، ملون بالسلام، هو من يطوف حول مسارات الناس، يغذيهم بالشفاء، ينميهم، يوقظ فيهم الحب والمشاعر النبيلة المتوازنة، يعرفهم إلى لغة أخرى تسيّر هذا الوجود وترتب أحداثه وتبدلاته إنها لغة الوعي والإنسجام.
الناس في كنف الوعي لا تبحث عن الحب، الحب ينابيع منهمرة تخرج منهم وتحيط بهم، الآخرون يأتون إليهم ليجترعوا منهم الحب، لا آلام عندهم بل سلام وفرح واتساع وازدهار ورقي وتحرر وتحضر… حديثهم شعلة الآن، لا خوف عندهم، يعشقون الطبيعة، ويحترمون أدق تفاصيل مكوناتها… إنهم كونيون.
الناس في كنف الوعي تكتشف الربيع الدائم التفتح. لقد مضت إلى اكتشاف الرحلة المكتنفة بالغموض والسعادة.. رحلة التأمل والإدراك.
تخيل معي الآن أن أغصانك اليابسة تزول، وعوضا عنها تضظهر أغضان خضراء يانعة بالحياة،
تخيل معي الآن أن الأشواك الحادة الرؤوس تختفي ويظهر عوضاً عنها براعم بنفسجية متسمة بالجمال والفرح.
تخيل معي الآن أن الأرض الجافة من حول الأغصان غمرتها سيول الماء الماسية المتلألئة وامتد حولها الربيع المتفتح.
تخيل فراشات بنفسجية بديعة الشكل تحط على أغصانك اليانعة بالعشق والاكتمال..
في كنف الحب والاكتمال ليكن كذلك.
صباح ماسي..