الانسجام .. العودة إلى الجذور
(الانسجام.. العودة إلى الجذور)
كن واعياً لأنت ببساطة انه قانون تلقي النعمة
الحروب، الألم، الخوف، القهر، اليأس، الضعف، وغيرها من صفات المعاناة، ناتجة عن الفجوة.
الفجوة يُلخصها:
تسيير الضياع الذي تشربته منذ الطفولة.
جريك المُستمر خلف وهم الواقع.
ابتعادك عن ذاتك.
ابتعادك عن جوهرك الإلهي الذي تكونت منه، وخلقت في حقيقتك على الأرض الأم، لتتعرف عليه وتنسجم مع قواه ومقدراته.
تكونت منه وخلقت لتغدو من خلاله كائناً إلهي، مستنيراً بالوضوح والحب، الإمكانية التي تجذب إليها فراشات الوفرة..
ما أقصده بفراشات الوفرة.. كل الأشياء والتفاصيل الجميلة الحلوة، التي تنميك وتجعلك غاية في السعادة والنشوة والامتلاء… الأشياء والتفاصيل التي تجعلك كائناً ملوناً بالفرح، وإليه يتدفق النجاح بكل أشكاله، وبين يديه تولد النعمة، ومن عينيه وحضوره وذكره تأتي البركات.
جوهرك الإلهي هو الله.
يقول معلمي الروحي: «كن واعياً لذاتك، حينها تدرك الله في قلبك، حينها ينمو وعيك الروحي، وينمو وعيك العاطفي، يصحّ جسدك ويغمره الشفاء، عندما تتعرف إلى الله في داخلك يعمّك الانسجام.. الانسجام هو خروجك من الفجوة، ودخولك في هالة الآن».
أنت نواة روحية أتت من المجد السماوي، من البهاء المطلق الله، أتت كضوء لتزور الأرض الأم، وتختبر ماهية النعمة عليها، وما أن تصل نواة الضوء حتى تندمج مع نواة أخرى من الأرض الأم، فتصبح نواة الأرض الأم الهيكل المادي (الجسد) والضوء جوهرها الإلهي الذي يفيض بالحب.
التكوين الجسد بالضوء يغلفه ويحميه الرحم الطاهر، رحم المرأة. لذلك المرأة باطنياً هي الأرض الأم، إنها جسر السلام الذي يسهل خروجك هيكلاً مكتملاً بضوء النعمة إلى فضاء الواقع والحياة، فشكرا لها ولوجودها المقدس الحب والامتنان.
الآن بدأت رحلتك مع تعاليم الواقع، وسياسة التسيير إلى أشكال الألم والتطرف والمعاناة.. فرويدا رويدا تبتعد عن جوهرك الإلهي، الضوء الذي اكتملت به جسدا معطرا بالحب والحواس والشعور.
يأخذك الواقع من ذاتك، يأخذك من ضوءك من سلامك ونعمّتك إلى الفجوة، ومنها إلى العطش والضياع.
(عد الآن إلى جذورك).
عد إلى جوهرك الإلهي..
افهم حقيقة الضوء الذي تكونت منه.
حينها ستدرك أنك لست عبداً كما أفهمك واقعك.
ستدرك أنك ابن لله والأرض هي أمك.
ستدرك الشكل الصحيح لمفهوم السعادة.
ستدرك الشكل الصحيح لمفهوم الحب والامتلاء.
ستدرك الشكل الصحيح لمفهوم السلام.
ستدرك الشكل الصحيح لمفهوم القداسة.
بانسجامك مع الضوء الذي تكونت منه، بعودتك إلى جذورك، تعمّك قوة الآن، تودع الفجوة بأشكال معاناتها…
سيعمّك شعور الطفل، ستعود ناصعاً كما تكونت، سيأتيك الوضوح، لتفهم أن عمرك ليس زمناً تحسبه، بل هو الفاصل بين الشهيق ـ الحياة والزفير ـ الانقضاء. ستدرك أن هذا الفاصل هو هالة الآن، هو الله، والله هو احتفال.
فكيف أنت الهيكل الذي يشكل ماهية هذا الضوء… أسمعت بمفهوم الهيكل القدس؟
محبتي لكم يا زهور السلام