(الذكاء الفطري صانع السعادة وصانع الألم)
(الذكاء الفطري صانع السعادة وصانع الألم)
مُعلمي: كيف ينظر الذكي لذكائه؟، وكيف ينظر الغبي لغبائه؟
إن سألتك السؤال نفسه ستجيب بالتالي:
الطبيعي أن يرى الذكي ذكائه في منزلة المحدود، وأن يرى الغبي غبائه في منزلة الواسع اللامحدود، الذكي مُدرك أن ذكائه محطات يتعرف عليها، ويختبر شخصيتها ويترقى منها لمحطات متطورة أكثر، ويبقى أميناً على سلوكه وتوجه أفعاله، مُراقباً واعياً لها، ودوماً يقول:
«أستطيع أن أكون أجمل»
بينما الغبي يرى غبائه عظيماً بل يراه ذكاءً لا معقولاً، ويرى في حمقه قمة الذكاء والرفعة، ويقول: «لا حاجة لأن اكون أجمل، هكذا أنا سعيد»..
طبعاً هذا جوابك، بينما جوابي الآن:
لا يوجد مُسمّى غباء أو حمق بالأحرى الغباء أو الحمق مُسمى أطلق على من هم في مُستوى إدراك ضعيف، عيشهم في بلادة وانغلاق وتخلف مضمر للفعل المتحول المُؤذي
البشر جميعهم يتكونون من حلقات ذكاء مُتنامية، تندرج تحت نسب مئوية، تبدأ من أقل من نصف 1% وصولاً إلى 100%
جميع البشر أذكياء فطرياً، الذكاء الفطري فيهم يتأتى على نسب مُعينة تنتمي في سلوكها العملي لطبيعة البيئة التي تربوا بها، ولطبيعة المفاهيم التي تشربوها وأصبحت لهم منطقاً وعقيدة، من هم في مُستويات ذكاء مُنخفضة، يمكن لهم أن يتطوروا لمراحل مُتقدمة إن حركتهم إرادة التغيير نحو الأجمل وهذا يسمى: “الاستحقاق الكريم”
أما الرافضون للتغيير، يبقون في نسبتهم المئوية كما هم، إن غبت عنهم 50 عاماً تجدهم بذات السلوك وذات الكلمات، وذات التعامل وذات التفاعل، بينما الذكي في نسبه المئوية المُتقدمة، تجده مُختلفاً مُتغيراً، وكأنه يتحول من شخصية لأخرى فأخرى، وكل شخصية تنمو فيه يُصبح بها أجمل وأرقى، وتبقى النسب المئوية للذكاء الفطري داعمة لبعضها البعض، أي أن كل نسبة تكمل الأخرى وتكون شفاءاً للنسبة التي قبلها وتكون لها منارة تهتدي بها
ـ الذكاء الفطري، هل هو صانع سعادة أم صانع ألم؟
كلاهما معاً، الذكاء الفطري صانع سعادة وألم بوقت واحد، ستسألني كيف؟، سأجيبك:
الذكاء الفطري صانع سعادة لأنه ببساطة بحر لا محدود قائد لصنع المعجزات، إنه صانع لروائع الجمال الذي تراه خارجاً..
الذكاء الفطري الذي أرشدك للتكيف مع طبيعتك الخارجية منذ بدء خلقك الأول، وجعل منظومات البشر في تقدمها للآن تحيا في مدن حضارية مُزدهرة بديعة التصميم المبهر بديعة النهوض الإنساني..
الذكاء الفطري من صنع لك الكأس الذي تشرب فيه الماء، وصنع لك لباسك، وصنع لك منزلك، وصنع لك وطنك، وصنع لك عالمك، وصنع لك قصرك الباطني الخاص الذي تبني فيه أعمدته الروحية التنويرية مرحلة تلوى أخرى