(العلوم الباطنية ودائرة الخطر في المسلك، التسمم الأثيري)
(العلوم الباطنية ودائرة الخطر في المسلك، التسمم الأثيري)
ما الخطر في انتهاج مسلكها؟
الخطر في التنوع
انتهاج عشوائي لمسالك متنوعة من العلوم الروحية
مما يوصل الشخص مع الشخصيات غير الأكاديمية التي يتبعها إلى حالة النفاذ الطاقي
أو التشتت النفسي…
فتخبو قوته، وتتلاشى طبيعته المتلقية أو المستقبلة للمعرفة، فيقع في متاهة الضياع
يستسهل الدرب الروحي ويظنه بسيطاً، تفتر همته وتتلاشى ويكتفي بالقليل الذي حصل عليه معتقداً انه وصل ولم يعد بحاجة لشيء، والقليل ذاته يعتقد أنه به وصل القمة، ومع الوقت تضعف طاقة هذا الشخص، وتخبو مقدراته..
الخلط يسمى: “التسمم الطاقي النفسي”
فكما يصنع التخليط بالأغذية العشوائية التسمم الجسدي ويجعل المعدة في اضطراب.
كذلك الخلط المعرفي العشوائي واتباع مسلكيات عديدة في العلوم الباطنية يصنع التسمم النفسي الطاقي، وينتهي بالمريد في صقيع حتمي.
العلوم الروحية الحقيقية تتحكم بحركة الطبيعة وسائر الأحياء وتتحكم بقوى الأثير وتبدل معايير القوى الداخلية للنفس، بل تؤثر في المنظومة الكوكبية وتحرك المناخ وتسيطر على سائر الطاقات البشرية ..
بالوقت الذي يرسم الوعي الوجودي للنواة المضيئة مسارها في الحياة الأرضية على النواة التي هي أنت أن تلتزم بالمسار ولا تحيد عنه، فقد حدد لها المسار طريقها وحدد توجهها واختار توهجها فيه،
فإن حادت النواة عن مسارها وفقدت الإيمان فيه، ودخلت في مسارات أخرى فإنها ستضيع حتماً وتفقد مقدراتها وتموت تدريجياً
بل ستؤثر على أنوية أخرى محيطة بها وتصيبها بالحياد نفسه ضمن قانون التأثر والاكتساب..
وهي ما يمكن تبسيطه بالعدوة الأثيرية المركبة
فكما المرض الجسدي النفسي ينتقل بالعدوى، فإن المرض الأثيري ينتقل بالعدوى أيضاً
ولكن المرض الأثيري مخاطره ضعف مخاطر المرض العضوي المادي، من هنا وجب العمل على علاج هذا الوباء والخلاص منه نهائياُ..
كيف يتم الخلاص من المرض الأثيري؟
إيقاف تحكم استحواذ الجانب السلبي بالنفس
الجانب السلبي هو السم الأثيري الذي أصاب النفس وقهر طاقتها وجعلها في مصب الحزن والضعف والهوان…
تحطيم كينونات الأفكار الشاذة التي سيطرت على طاقة القلب المركزي في النفس وتحكمت في توجهها ومقدرتها صانعة بها اللوث بالمتخيل المنحدر نحو الفشل الإخفاق وقهر الأنا الشخصية الإيجابية المحركة نحو الفعل والتعلم والعطاء والإنجاز
تنيمة الأنا الإيجابية الشخصية الصانعة للدافعية نحو التطور والإنجاز الخارجي، بحيث يتم بذلك تحطيم مبدأ قهر الأنا الذي تداولته العلوم الباطنية مركزة فيه على تدمير الأنا كليا والاتصال مع أنا الكون، فتكون أنا الكون هي المحرك للنفس وطاقتها، وهذه معادلة فاشلة بكل التصورات..
لأن ذلك أحدث خلل جسماني نفسي خطير يغلفه خوف وسقوط في الهاوية يوما بعد يوم بلا توقف.
المعادلة الصحيحة تقوم على تحطيم أنا استحواذ الطبائع النفسية الشاذة في النفس الأنا التي تثبطك وتقتلك كل يوم ألف مرة وتجعلك كائناً جانحاً للخطأ والنزوات والسلوك الوضيع الذي من شأنه ايذاء الغير وايذاء السعادة وقهر السلام النفسي بالكلمات الجارحة والحقد والعداونية والحسد ومشاعر النقص وانتقاص الآخرين.
بناء وتنمية الأنا الإيجابية وهي أنا النفس الأصيلة التي توجه طاقتها نحو البناء والنمو الصحيح وتحرك فيها الدافعية نحو السلام الفعلي ونحو إنجاز الصنيع النبيل وتفعيل لهب الإرادة للفعل وتحريكه للتطور استمراراً نحو جعله ملامسة للكمال.
أنا الكون نعم هي المتصرفة بكل شيء ولكن حتى نفهم أنا الكون علينا أن نعمل على بناء الأنا الإيجابية في ذواتنا لأنها صلة الربط مع الأنا العليا وبفقدها ينقطع الربط وبوجودها يكون، وبفقدها سنتحول لكائنات خاملة ضعيفة محدودة ضيقة بخيالات ذهنية هشة متقطعة بائسة من اليأس والخذلان وفقد الإيمان بعناية الأنا العليا بنا، والمقصود بالأنا العليا نظام الوعي الكوني المسير والمتحكم بكل شيء.
فكيف سنحصل على التغيير من خلال تحطيم الأنا بوجهيها الإيجابي والسلبي معاً، بالأحرى تحطيم النفس بكلها من دافعية الفعل والتوجه والرغبة بالحياة، وهنا علاج حتمي للتسمم الأثيري..
حطم الصور الخادعة التي تبثها لك الأنا السلبية في داخلك. حطم تلك الصور التي تجعلك إما مهزوزاً ضعيفاً خانعاً أو تحولك لبطل وهمي يعيش بطولاته في الخيالات فقط،وامضي للفعل للتجربة…
الواقع هو من يجعلك تشعر بالأنا العليا معك، وحولك وفيك وفي كل شهقة أوكسجين تأخذها إليك، بمعزل عن الواقع لن تشعر بتلك المتعة الصارخة لوجودك كإنسان تفاعلي بنّاء
هذا الفارق بين مفهومي الأنا
الأنا السلبية تحولك لإنسان غير تفاعلي وغير بنّاء بينما الأنا الإيجابية تحول لإنسان تفاعلي وبناء.. والكائن التفاعلي تتصل معه الأنا العليا وتمنحه مستلزمات الوصول نحو الغاية والهدف..
التحول الخطر في منحى العلوم الباطنية يقتضي تحطيم الأنا بالفهم العام، فيتبرمج الوعي على هذه الفكرة الملعونة وتموت طاقته تدريجياً فالأنا بوجهيها الإيجابي والسلبي يتم العمل تلقائياً في النفس على تحطيمها..
فتتحول في واقعك لشخص غريق يتقاذفه الموج وهو يكافح لأجل أن يحافظ على كونه حي ليس أكثر من ذلك.، طموح واحد يتبقى مع فقد منظومات الأمان النفسي هو كيف أبقى حي؟
إني لا أريد ذلك.
والأنا الإيجابية هي قدس أقداس النفسي وهي من علي أن أغذي طاقتها وأطورها لتنمو وعلي أن أثق بها لأنها نفسي إنها نفسي
وأعلم جيداً أني بتطويري للأنا الإيجابية سأكون ملهماً وقارئاً وحكيماً ومجازفاً وحاضراً في الآن وما أشعره في ذاتي لتطوير الأنا الإيجابية أفعله مباشرة بلا خوف أو تردد أو سماح للأنا السلبية بتحطيمي والإقلال من شأني ومن شأن نفسي..
إني أقدر نفسي عالياً
والأنا الإيجابية لدي طاقتها وسع السماء
وهي مرتبطة ارتباط وثيق مع الأنا العليا
مع الطاقة السماوية الفائقة الوعي والمقدرة.
وهذه علة النفس في مخاض عيشها، أنها رهينة تحطيم الأنا السلبية إما بالمخاوف والشك والانتقاص والشفقة على النفس
أو بصنع متخيل البطولة الواهمة التي هي فقاعة صابون تنفجر مع هزة ريح بسيطة وتختفي.
خلاصة المحاضرة
حطم الأنا السلبية فيك
وابني وعي الأنا الإيجابية عوضاً
وكن تلميذاً لها، مصغياً وأداة فعل لتحقيق رغباتها…
الأنا الإيجابية لا تسمح لك نهاائياً أن تشعر أنك كبرت في السن أو انك بلا همّة بل تمنحك دائماً قوة الرؤية التي تريك ما ينبغي عليك فعله لتحافظ على قيمة الحياة في صدرك، بالتالي أن تحافظ على قيمتك وتتطور.. بلا توقف أو تثبيط أو حسابات للغير أو معايير فشل.. بل نجاح يتلوه نجاح.
علم الشفاء الأثيري