الكائن والمخلوق، المُفارقة والهداية ـ التحول الروحي
(الكائن والمخلوق، المُفارقة والهداية ـ التحول الروحي)
مُعلمي الروحي مساء من خير ثمة سؤال حساس لا أجد له جواباً شافياً
لطالما سمعنا عن مُسمى الكائن والمخلوق، الكائن الحي والمخلوق الحي، الكائن الروحي والمخلوق المادي
كيف توضح لنا تعاليم الشفاء الأثيري ذلك؟ أيضاً ما هو مفهوم الهداية الإلهية وهل الهداية تنحى بالأشخاص للشر؟ وهل تتغير أقدارنا أم هي مرسومة لنا منذ ولادتنا؟
شكراً جمانة
الروح السماوية ذاتها الله
تُسمى كينونة بعث الخلق
الكينونة الكلية 🌸 المجال المُستمر العطاء والتدفق 🌸
الله لا يُحد بمُسمى كائن، فلا يُمكن أن تقول عن الله كائن، بل تقول الروح السماوية أو الكينونة الكلية، مصدر البعث لكل خلق حي، الكينونة تعني المصدر 🌸🌸 المصدر الكلي حيثما تكون طاقته تنوجد الكائنات الحية المخلوقة
كل ما في هذا الكون يسمى: كائن حي مخلوق 🌸🌸 من مصدر الكينونة الكلية 🌐 الروح السماوية وأي كائن يحل وعي المصدر فيه يصبح مخلوقاً جميلاً شفافاً بديعاً وكأنما جاء أو قدم من أبعاد نجمية أخرى
هذا التجسيد الملائكي الرباني تجده في سائر أنواع المخلوقات وصولاً للبشر🌸🌸🌐 ومن لم يتفتح به وعي المصدر تجده مخلوقاً جميلاً لكنه لا يصل لمنزلة النسبة الذهبية في تكامل مقام الخلق الرباني الأرفع الذي تغلب فيه سمة الملائكة 🌸🌐 فعندما ترى هذا المخلوق سواء كان طائر أو حيوان أو زهرة أو شجرة أو إنسان، تقول:
«يا الله ما أجمله إنه ليس مخلوقاً عادي إنه كائن ملاك ونادر»🌸🌐
من اتصل مع وعي المصدر فيه أصبح مخلوقاً ملاك
إذاً كل حي هو كائن إلهي مخلوق من مصدر واحد هو الله الروح السماوية الكينونة الكلية 🌸
انظر لمقتنيات منزلك الآن، جميعها كائنات حية مُبدعة مخلوقة من مصدر واحد ملهم للعقل البشري هو الله وآداة التجسيد البشر أنفسهم، لذلك إن تعاملت مع مقتنيات منزلك من مفهوم الوعي والاحترام لطاقتها المصدرية، فهي ستبادلك الحب نفسه وتحميك وترشدك وتحافظ عليك
🌸🌸🌐
انظر لروائع الطبيعة كلها كائنات حية مخلوقة متنوعة من مصدر روحي إلهي واحد هو الله، ولكن طريق التجسيد كخلق مادي ينتمي لطبيعة الرحم الذي تكونت فيه أشعة الروح مادة حية، فأضحت من صلب مادتها معاً 🌸🌐 فكانت كائناً فيزيلوجياً حياً مخلوق، وقد يكون الرحم نبات حشرات حيوان ماء تراب 🌸🌐 والرحم هو مكان الاحتواء والتشكل الذي تصنع فيه الطبيعة الروحية مادة حية تنبعث خلالها للحياة 🌸🌐❤
كائنات روحية مخلوقة غير متجسدة مادياً هي كائنات النور الملائكة🌸 بينما كائنات روحية مخلوقة متجسدة مادياً هي كل ما تراه عينك من سائر رتب وأنواع الخلق 🌐🌸❤
لنتأمل الآن مقعد جلوس عام في مُنتزه
المقعد كائن حي مخلوق بيد الإنسان من مصدر ملهم هو الله، المصدر الملهم الموحي مصفوفات الإبداع الكلي من وعي الروح السماوية
الفارق ما بين المقعد والأشخاص، هي الحركة، المقعد مخلوق ثابت للراحة بينما أنت مخلوق متحرك للعمل
وتجسيد الإبداع الموحى لك من الروح السماوية، طبيعة العناصر المادية المكانية تتغير طاقتها ويرتفع وعيها تبعا لطاقتك وتغير وعيك حسبما تكون تعطيك من فضلها ورفعتها🌐
يتميز الكائن المخلوق بعملية التغيير والتحول والتكيف، حسب ما تراه يتبرمج معك وتتغير طبيعة طاقته الحيوية، فإن رأيت المقعد شراً أنت جعلت طاقته تتغير تبعاً لما رأيت وتكون معك كما أنت معها، وإن رأيت طاقته سعادة المقعد سيكون لك سعادة لأن طبيعة طاقته تغيرت حسب وعيك له🌸🌐 كلمة الخالق تعني صانع المادة الحية ومُعلنها للحياة،
المقصود بأن البشر خالقون
أي أنهم يُعيدون صوغ المادة الأصلية التي جسدتها الروح السماوية بفعل الخلق إلى مكونات وعناصر أخرى تخدم التطور البشري وتنساب مع مكنونات عيشه وهواجسه وطموحه وعالميته 🌐🌸 الأسلحة مُصممة من المعدن 🌐🌸 المعدن هل خالقه هو الإنسان؟،
طبعا لا، خالقه هي الروح الكونية السماوية ورحم التجسيد هي الأرض الأم، والبشر اهتدوا إلى عنصر المعدن وحسب الهداية الالهية فيهم وجهتهم لاستثمار عنصر المعدن وتطويره إلى تصاميم منها الأسلحة
للحماية، والهداية تكون حسب رغبة طالبها
أنت تجنح للشر هدايتك حسب رغبتك استمر
أنت تهوى الحب هدايتك في الحب استمر
أنت تهوى الإبداع هدايتك في الإبداع استمر
أنت تهوى الزراعة هدايتك في الزراعة استمر
أنت تهوى الخداع والكذب هدايتك في الخداع والكذب استمر
ولكن كل وقت ستكون فيه أمام ميزان الحساب ماثلاً أمام أفعالك، الكون ليس مسؤلاً عن أفعالك أنت هو المسؤول عن أفعالك، الكون قوتين متوازنتين منسجمتين ظلام ونور، حسبما كنت تطلب من نوعية الهداية ستصلك، وحسب استحقاقك ستنال
وعي الأرض الأم عظيم للغاية، يحتفظ بالعناصر التي صممتها اليد البشرية عمر العصور 🌸🌐 يحتفظ بالمفيد للأجيال المتعاقبة ويتلف غير المفيد، فيحيله للتجزؤ والتفكك والاندثار.. كما حدث في مدينة تدمر ومواقع أثرية أخرى في نظر العقل المُمنهج هذه جريمة وأثار تأريخية لا يصح تخريبها بالوقت نفسه هي من باب الوعي نعمة عظيمة، لأن وعي الأرض الأم هو من تخلص منها ودمرها حسب قانون الهداية لإنهائها
ومثلها مثل أي مكان من العالم أصبح في موضعه عبء ونزف في المجال الأشعي الأرضي، فحدث اتلاف ليعاد صوغه بطريقة أجمل، وما الإتلاف الذي طرأ إلا انعكاس لما فعلته يد البشر أولاً
لا تتصورا أن الإرهاب وجوده ليس بهداية الهية، كل ما يحدث مُرتب قدرياً وبعناية فائقة
كل ما يحدث مرتب الهيا بعناية، وما كنا لنفعله سوى رفع صلوات للوعي السماوي لتخفيف الاستحقاق الرد فعلي المُعاقب ليس أكثر
وعندما تحدث الاستجابة الروحية لرفع الاستحقاق يبدأ الشفاء
فبدأ تغيب طاقة الله المُحاسبة لتحل عوضاً عنها طاقته المُنيرة الرافعة للسلام والشفاء، وهذا هو مبدأ القيامة بأمثلة مُصغرة
ـ هل الهداية الإلهية تهدي للشر؟
أقول لكم نعم
ستسألني كيف ذلك؟
الهداية الإلهية تعني الرحمة الشفاء السلام العدل القوة المنعة التحصين، وتصب في تجسيد إرادة الحب
أنت كظال تطلب الشر وتؤمن فيه هنا تترفع عنك الهداية الإلهية 🌐🌸 الرحمة، وتحل عوضاً عنها هداية دخيلة هي هداية الشر الذي وضعت نفسك به وبرمجت عقلك به، وتصبح مُسيراً بإرادة دخيلة هي الشر
أما الهداية الإلهية المُقدسة الرافعة، يستقبلها وعيك ويدركها عقلك بنسب قليلة للغاية، وما أن يدركها على نسبتها الضئيلة حتى يعلن الشفاء والتحول فيك قوته وتفعيله مانحاً إياك التحول للسلام، وهذا مثاله عندما تجد فئات شريرة دموية تتحول فجأة من نصرة الشر إلى نصرة الخير ضمن تحول مُفاجئ وصادم
(رُتب الهداية ومسار الأقدار)
للهداية رتب عظيمة عندما توجهك للشر ليس ذلك بفعل منها عمد، أنت طلبت ذلك فارتفعت عنك فقط
لتصبح في تصرف الهداية الأخرى الدخيلة، وعندما تطلب هداية المصدر الرباني ستجدها تتفعل بك فوراً وتملاك إرشاداً وتوجيهاً
أما اقدارنا
فهناك أقدار ثابتة مُعلنة مع والدتك تحدد مصير رسالتك في رحلتك الأرضية، ويوجد أقدار مُتحركة تتغير بتغيرك وفهمك وفعلك، وحتى الأقدار الثابتة تتحول طاقتها بناءاً على اتصالك واتساع وعيك واتساع رصيدك الإيجابي واستنارتك
عندما يكون لهذا الشخص قدر موت وأنت كمُعالج روحي ترفع عنه ذلك فتحول عنه كارما الموت، هنا ثمَة تغيير في قدره الثابت بفعل تأثيرك واستجابة لروحك التي استنرت بها فأصبحت متصلاً بالروح السماوية ولك تحصيل من سماح الاستجابة
كمثال: أن يشفع الرئيس لشخص ما محكوم إعدام فيحول قرار الإعدام عن التنفيذ، حدث التحويل جراء تحول في القدر الثابت لهذا الشخص، والقدر الثابت يتحول نتيجة قوة الرصيد الإيجابي وقوة الإيمان بروح الله في النفس واتساع الحب، جميعها أفعال محفوظة في الذاكرة الكونية لهذا المحكوم، وثمّة أقدار تنزل في الساعة كن فيكن، تحل فجأة بلا سابق إنذار، وتصنع مُعجزات وأيضا عائدة للرصيد الباطني المحفوظ