الوجود لا تستجيب قواه الشافية إلا للملوك
(الوجود لا تستجيب قواه الشافية إلا للملوك)
كتبت لنا البارحة قصة الراهب والملك وختمت بأن الراهب يقول للملك بأن الوجود لا يستجيب إلا للملوك..
ماذا تقصد أن الوجود لايستجيب الا للملوك؟
أيضا ماهي القواعد التي من خلالها أكتشف نفسي
جميعنا في إتساع هذا العالم المبارك بالسلام نتغير نحو الأجمل، ونختبر خلال تغيرنا مواطن الجمال الربوبي فينا وفي كل تفاصيل هذه الدنيا..
النقطة البالغة الأهمية هو كيف أننا نختبر التغيير؟
كيف نشعر بانتمائنا لذواتنا السلام؟
كيف نصبح ملوكا للنعمة التي لا تعرف نضوبا أو زوال؟
هنا وضعت الجواب داخل نص الراهب والملك
الراهب، قصدت به واقعك الخارجي
الملك، قصدت به وعيك المتفتح المزهر سلاماً وحب من خلال إنسجامك معه، وإنسجامك مع قواه المتحولة فيك إندفاعاً وحناناً وبركة
طبعا الوجود إنه النور الإلهي المحض، إنه طواف لجميع طبقات الوعي الكوني بمختلف تردداتها الشافية..
الوجود إنه حاضنك البديع دوماً وأبداً، وكيف أنت تكون مع ذاتك يكون هو معك، فكن دوما عشقاً ندياً مع ذاتك… إنه النور المتجسد فيك روحا جسد
طبعا الوجود ـ الرحم ـ لا تستجيب قواه الخارقة إلا للملوك، كيف ذلك؟
ماذا أقصد بالملوك؟
○ الملك الذي يرى الناس بعين قلبه وإرشاده وحكمته
○ الملك الذي لا يقول أنا وأنا وأنا، بل يترك فعله يسري في رحاب التغيير الشافي
○ الملك الذي إن جإته في أي وقت وفي مختلف الظروف تجده ضاحكا حنونا إنسانا نبيلا مرحا نادرا في سجيته المتفتحة الندية العذبة الصافية صفا قراح ماء النبع النادر
○ الملك الذي إن قصدته في حاجة وتحت أي ظرف تجده جانبك حارساً لك أمينا عليك أمانتك على نفسك
○ الملك الذي إن نصحك أوفى وأرشدك إلى بركات الخير يقينا وسلاما وإمتنان
○ الملك الذي لا يعرف الألم طريقا إليه، بل الألم نفسه يمتن له لأن الألم بوجوده وحضوره يصبح حباً وآمان
○ الملك الذي لا يعرف كلمة لا، لا يعرف الشكوى، يرى الناس من حنان القلب المحب
ويخاطبهم بتواضع وفرح، يرأف لحال الفقير المحتاج، ويحنو على عابر السبيل، ويمنحه من بركات الوفرة الشيئ النبيل
○ الملك الذي يقدس صلته مع نفسه ويصون سلامه معها، ويحضنها بعذب الخلق وتفتح ندى الروح والحب
○ الملك الذي لا يقول ما لا يفعل، وإن فعل كان فعله بركة وحنان وقبولا وسلام تناولته الأقاويل، وأضحى فعله منبر عشق تتهاداه أفئدة الناس
○ الملك الذي يحضن أسرته وأشخاصه بأمانة الحب النبيل، ويجعلهم في تنام مستدام لا ينضب
○ الملك الذي يجعلك كلما إلتقيته تكتشف قيما جديدة لنفسك، وتدرك من خلاله الطعم الندي الصحيح لفن الإنسجام مع خلق الحياة
○ الملك الذي يقدس حنان الرب في صدره، وينطلق بآمان وشغف إلى احتضانه فيه لا خوف ولا شك ولا أسى يوقفان تدفقه السجي الباهر الكريم
○ الملك يعرف ما له ويعرف ما عليه، ويعي أنه في كل ثانية تمضي عليه يصلي الوجود لأجله إمتنانا لأنه أضحى إنسان النور الكوني الأوحد.
لو تحلت رؤساء العالم بهذه الماسات من الصفات التي تحدثت، لكانت شعوبها قدستها هياماً ورضا وطمأنينة وإمتنانا.. فضلاً عن وافر الحب والإنسانية التي ستكون.
قصة الراهب والملك..
راهب وملك
الراهب ينصح الملك
أيها الملك:
«الوجود يحيطنا
يجب أن تكون تقيا
يجب أن تكون مُدهشا
يجب أن تكون وفيا للوجود، فالوجود الرب الذي يمنحنا القوة،
إنه سلامي وقوتي ونباهتي ونبوغي»
أجاب الملك بحب:
«نعم أيها الراهب أنا كذلك»
فقال الراهب:
«عليك ايها الملك أن تكون واعيا لأجوبتك
ومفرداتك وتصرفاتك.. إن الوجود رقيب يراك ويحاسبك إن أخطأت
فمن حاسب أخطائه أكرمه الوجود بالجمال»
أجاب الملك بحنان كبير وضحكة جميلة:
«نعم يا راهبي العزير أشعر أيضا أني كذلك»
ضحك الملك وأحس بالضجر من وعض الراهب له، فدعاه إلى لعب الشطرنج وكان الراهب مغرم بها، وخلال اللعب خسر الراهب أول مرة وثاني مرة وثالث مرة، فغضب وإحمر وجهه، وقال وقد نسي نفسه:
«اللعنة على الوجود، ماذا فعلت له حتى لا يجعلني أكسب؟»
فضحك الملك وإستغرب وقال لراهبه وراهبه قد إحمر وجهه غضبا وخجلا
يا راهبي العزيز: «الوجود يستجيب لي دوماً، ودوماً أرى نفسي في مكاننتها وحضوتها الروحية التي أحب»
فازداد غضب الراهب، وقال صارخاً:
«الوجود متحيز، لا يستجيب إلا للملوك، وأنا لست ملكا
إئذن لي بالإنصراف»
فضحك الملك وقال له: إهدأ يا راهبي الغزيز
«حكمة الذكاء بتحويل الأقوال إلى فعل، وليس طرح أقوال من دون فعل»
إنصرف الآن، وأعد حسابك لسلوكك
انتهت القصه
محبتي
تعاليم الشفاء الأثيري
٢١ يناير ٢٠١٤