ديوجس” يسأل الحكيم “آريس
(“ديوجس” يسأل الحكيم “آريس”)
سأل “ديوجس” الحكيم “آريس”:
«معلمي، هل طالب النور توقفه عن دربه عثرات صغيرة؟»
أجاب المعلم: «طالب النور الحقيقي شأنه شأن النهر الجاري لا توقفه حصى صغيرة ولا حتى كبيرة»
قال “ديوجس”: «وكيف ترى أنت طالب النور؟»
أجاب الحكيم “آريس”: «آراه صورة لصفاء الماء في غديره، مغرماً بالحب، يكتشفه أينما يكون، صلاته الإمتنان، صلته الإنسجام، وكلمته الشفاء»
سأل “ديوجس”: «هناك متطفلين يفرضون أنفسهم في غير مكانهم، كيف تراهم؟ وهل المعلم في تعاليم النور دوماً على حق؟»
أجاب الحكيم: «المتطفل متجهد بغير معرفة، أشبه بحمار الطاحون يدور حول مطحنته ليل نهار ولا يعرف ما هو فاعل، فلا يجوز لك أن تضع نفسك فيما ليس لك فيه وتناقش على أن لك فيه، فهذا عيب وسوء تهذيب، ولن تستأهل سوى التوبيخ»
ثم قال: «المعلم في تعاليم السلام دوماً على حق، ولا مكان للخطأ إنه حافظ آمين لآمانته الباطنية، حريص عليها وقديس لها، فكيف كلمته وسلوكه وحرصه على مريديه؟»
قال “ديوجس”: «وكيف يصبح المريد معلماً؟»
أجاب الحكيم “آريس”: «هو لا يُصبح، بل يحدث ذلك من تلقاء نفسه، هو يترقى في تنوره واستنارته والناس اليقظة من تلقاء نفسها تخاطبه بمعلمي احتراماً وتقدير أو تقول: السيد المبجل، لأنها تدرك أنه مختلف وتعي أن وجوده صانع خير وبركة، ومن دخل في معابر تنوره الذاتي وكان دقيقاً في رحلته واكتشف الحب فيه، واتسعت دائرة إستنارته، الكون هو من يعرّف بشخصيته ويكشفها لا هو، الكون يقدمه للآخرين لا هو يقدم نفسه»
قال “ديوجس”: «وكيف تراني يا معلمي الآن بعد سنواتي معك؟»
أجاب الحكيم: «آراك إنسان ديوجس، وفيك أرى صورتي وآراني في صورتك»
قال “ديوجس”: «والحب؟ أنا أحبك معلمي»
أجاب المعلم: «المُحب لا يعرف إلا أن يحب ويمتن لمن يحب، ينثر بذور الحب كما تنثر الشمس ضوئها للبشرية، ويتنثر الغيم مطره للتراب، وتنثر الزهور رحيقها للأرجاء، وحبك لي طبيعي “ديوجس”، فكل قطرة ماء يقظة تعشق كلها وكلها يعشقها»
تعاليم الشفاء الأثيري
درّة السائر في شهد النور