رحلة إلى فردوس الوعي ـ البستان السحرى
(رحلة إلى فردوس الوعي ـ البستان السحري)
التأمل يا زهور السلام.. رحلة حياة، إنه ممر قدسي لتكتشف نصفك الأخر، فردوسك الروحي، فردوس وعيك الباطني، حيث تكمن ينابيع الوفرة والبركات والسعادة المزهرة المدامة.
فردوسك الروحي، إنه أنت، أنت مخلوق الكون النبيل ولدت من حب لتنشر الحب وتكتشف الحب وتكون رسولاً للحب..
التأمل رحلة تطهير، تعيد حبة اللؤلؤ الثمينة بعد تنظفها من عوالق الرمال إلى محارتها البديعة، أنت حبة اللؤلؤ الثمينة، والرمال رواسب المعتقدات والأفكار والطبائع الشائكة.. استنزفتك طويلاً، وتسببت لك بمشاق وآلام مع نفسك ومجتمعك.
التأمل رحلة المشتاق خلالها تكتشف قوانين الوجود التي تسيرنا كطبيعة بشرية، وتجعلنا أجمل وأروع مع كل لحظة تمر..
التأمل رحلة العشق الربوبي التي تجعلنا قديسين حب وسعادة، وتجعلنا في خارجنا طيوراً نادرة ملونة بأبهى الألوان، طيوراً حرة بديعة الشكل تنتقل وتسافر وتصخب مع هياج التدفق الخارجي، وتختبر أسمى التجارب، وداخلها يقين يحركها إسمه: (روح الوجود ـ قلب الوجود ـ The heart of existence)
أنت نور من روح الوجود، من هنا إستشعر مسؤوليتك العظيمة نحو نفسك الرائعة ونحو مجتمعك ونحو كونك الواسع
(ما هو سبب بلادة الناس؟
ما هو سبب ضحالة أفكارهم؟)
أهم الأسباب اللكنة الكلامية، بما فيها من كلمات خطرة قاتلة تنتهجها الناس سلوكاً ولا تعي أنها تقتل أنفسها بها
إن سألتك الآن، ماذا يوجد داخل الفراغ ؟ فإنك ستقول : «لا يوجد شيئ»
أنظر للسماء الصافية أمامك ماذا ترى؟
سترى فراغاً سماوياً فقط لا شيء آخر
وهذا صحيح لأنك ما زلت في طور بدئي لحياة طفل النور، ما زلت في مقام دنيوي ضيق محدود لا تستطيع تجاوزه
(ماذا علمك واقعك؟)
علمك واقعك الدنيوي المحدود لغة الألم
علمك لغة الخوف
علمك لغة الغيرة العمياء والتعلق
علمك أنك في غابة ذئاب والناس حولك ذئاباً وعليك أن تصارع لأن تكون الأقوى
علمك واقعك كيف تعبر عن نفسك بشكل بشع وبألفاظ مميتة في طاقتها لك ولغيرك
علمك واقعك كيف تصطدم به فإما أن تكسره أو يكسرك
علمك واقعك كيف تكون متطرفا في كل شيئ، والسعادة تبحث عنها في كتب الزمن وعند الآخرين
علمك واقعك كيف تصارع نفسك وكيف تخنق قلبك بألفاظك ونواياك المعتمة عدا طبائع الحقد والإنتقام والطمع والملامة التي تعتريك.
(كيف ستكافئ واقعك؟)
تكافئه بتنورك وتفتحك ونضجك
تكافئه بأن تجعله ينحني إمتناناً لك، ليقول لك «إصنعني، أعد صوغي بين يديك»
(باطن الفراغ السماوي)
الفراغ السماوي الذي تراه عيناك فراغاً فقط، يتألف من طبقات ضوئية تحوي منازل نورانية من ضوء الوعي الإلهي، إنها مدارات باطنية لولبية لامتناهية من مصفوفات الخلق الربوبي البديع
المصفوفات تطوف على شكل لوالب حلزونية حركتها عكس عقارب الساعة، تشكل مجسمات الضوء التي تصنع داخلها المادة الحية، مادة الصلصال التي شكلت الجنين والزهرة البرعم والماء والأحياء..
مصفوفات الضوء الربوبي من تسير عملية خلق المادة الحية، تسمى: “مصفوفات النسبة الذهبية”
(مصفوفات الضوء تزهر فيك)
كن مراقبا حكيماً لطبيعتك من أفكار وسلوك وشعور وتعبير كلامي وسترى التغيير الإعجازي فيك، هكذا بدأ كل المستنيرين رحلتهم السامية.. لاوتسو، بوذا، كريشنا، مي لينغ، اتشيونو، ميرا، أوشو، مهراجي، المسيح.. وغيرهم من قديسي التنور الذاتي
طبيعتك امتدادها طبيعة الوجود الإعجازية، وفراغها الماسي السحري مصفوفات الضوء الربوبي، وعليك أن تحافظ عليها داخلك وتحمي قدسيتها منك أولاً من أفكارك غير المنسجمة وردود أفعالك وتصرفاتك وسلوكك غير المتزن، فكل ما تفعله لأجلها يعود عليك أضعافاً.. بمجرد أن تزهر مصفوفات الضوء فيك أنت ستصبح مع الوقت إعجازاً من الجمال
(كلامك بستانك)
أنت البستاني الماهر الذي يزرع بذور الحب ويعتني ببستانه ليكون أروع وأجمل، أول ما تفعله نظف بستانك من المفردات الشاذة غير السليمة التي تؤذي طاقتك وتخدش سلامك وتستنزفك، استبدلها بمفردات متوازنة إيجابية من ينبوع الحب تجعلك دوماً تحت تصرف الكارما البيضاء.
بعد الآن أنت لست ذاك الكائن المختنق بأفكار محدودة ميتة، وألفاظ مسمومة وأحقاد سطحية ساذجة، بعد الآن لن يكون عندك إيمان بمفردات مثل الحظ النصيب الأبراج التبصير العرافين، وتساؤلات مثل: متى ولو ويا ليت، وندم على أشياء وأمور صغيرة تؤذيك..
أنت الآن العائد إلى جذورك إلى مصدر الضوء القدسي فيك ـ فردوس
قلبك الملائكي، مهمتك أن تعتني به، إنه بيتك ومحارتك النورانية، وأنت اللؤلؤة الثمينة التي تعتني به وتجعله أجمل فأجمل فأجمل، وهو الراعي الذي يعتني بك في واقعك وكل مراحل حياتك المطيبة بعطر السلام والإنجاز..
«قلبك إحساسك وأبويك ومرشدك ومعلمك وكونك وكل ما تحب وتتوق إليه»
محبتي
تعاليم الشفاء الأثيري