قدس الوعي ـ الفردوس الباطني والجحيم
(قدس الوعي ـ الفردوس الباطني والجحيم)
مُعتقدات رهيبة تربينا عليها، المُحزن أنها ما زالت حتى الآن تصنع الخوف الوهم التردد فالاحتجاب عن تفتح السعادة الداخلية… إحدى هذه المعتقدات هو الجنة والجحيم.. وأن كل منهما في كوكب منفصل عن الآخر في السماء..
الجنة ـ الجحيم.. ما وضوحهما في ضوء الوعي.. لكثرة التساؤلات التي وصلتني هنا من المُريدين حول هذا البحث وضعت لكم التوضيح…
الوضوح النقي هو ما ينتظره القلب الشغوف بالسلام، ويسكُن له الوعي إمتناناً
المعتقد يقول: الجنة في مكان ما من السماء، العابد المؤمن يدخل إليها، جهنم في مكان آخر منها الكافر الملحد يدخل إليها…
كتاب القرآن.. كتاب النور، يُسمى باطنياً: (علم مصفوفات سرائر الخلق والتكوين)، كل آية كونيّة تسمى مصفوفة بيانيّة.. بسبب الفهم الخاطئ للعديد منها
أصبح التواصل مع الله مُنفصلا عن الإنسجام الذاتي فيه داخل النفس، مُتوجها نحو الإتصال معه خارج النفس.. وهذا أوقع الآلاف في رهاب الخوف والوهم والألم الذي لا ينتهي..
ـ الخوف من النفس التي يجب قمعها دوماً حتى تسيء
ـ الخوف من الحاضر.. تبجيل الماضي بعيداً عن الآن
ـ التعبد طويلاً خوفا من جلد الله أو طمعاً في دخول الفردوس..
ـ المعتقد يصنع جروح نفسيّة نازفة ما بينك وبين ذاتك، تفصلك عن ينبوع السعادة الباطني فيك..
فإن اتجهت نحو نفسك، تتجه بالتوبيخ والملامة والعنف، تخنق طاقتها وقدراتها جاهلاً ماهي فيه من وفرة وبركة..
دوماً تذكر:
«أن الوجود الإلهي لا ينتظر منا أن نعبده ونصلي له خشية وخوفاً منه
بمشاعر مُختنقة باطنها التوسل والرجاء والرهاب.. بل ينتظر منا أن نكتشفه في ذواتنا، وأن نفهم طاقته الشفافة الشافية المباركة بالحب والسعادة فينا..
ينتظر منا أن ننطلق إليه داخل أنفسنا، وأن نعمل على تفتحه فينا سلاماً وبركة وخير، إنه الروح الجسد، إنه كل تفصيل وكل قطرة ضوء منا، إنه فردوسنا الداخلي الأزلي، إنه الشمس في ذواتنا،
إنه زهرة الروح التي ما أن ينطلق فيك شعاع التنور الباطني إدراكاً ووعي، شعاع الوضوح والفطرة الحيّة، حتى تبدأ زهرة الروح بالتفتح، ومن بتلاتها سوف يشرق فردوسك ـ أمواجا أشعية من الطاقة الواهجة الشافيّة المتوالدة..
فردوس الوعي إنه أنفسنا النضيفة المُتحررة من الوهم إلى حقيقة الفهم.
ما أن يتفتح فيك فردوس السلام حتى تصبح أنت في باطن الرحم الإلهي مخلوق النور المُبارك بالشفاء ونعمات الخير العميم.. أنت الآن تبارك الوجود بإخلاصك وانسجامك وتفتحك النبيل، ولا تستجدي من الوجود العطف عليك.
(نحن لسنا منفصلين)
لسنا مُنفصلين عن الله، نحن هو هو نحن، حيث لا شيء سوى الحب، التسامح، البساطة، التغيير الإيجابي الإعجازي موطن السعادة المتفعلة من الأعماق، الصخب، الإزدهار.. أنت في واقعك أصبحت شمس السلام، أصبحت كائن النور الذي يمتن الوجود لحضورك وتنورك كل ثانية تمر.
أما جهنم فإنها جحيم الصفع الكارمي، إنها البرد القارس المؤلم، الذي يلف الأجساد المنفصلة عن قدسها الداخلي ما بين الوهم والمعتقد والخوف والضياع..
إنها أمواج ردّ الفعل الموجّهة من مدارات الإنسجام الكونيّة وتسمى مدارات الوعي الأسمى نحو الضياع النفسي والإعتقاد بيقين الوهم، وهؤلاء يشكلون النسبة الأكثر سيطرة وإمتداد في الواقع الخارجي.
تذكر:
الله إنسجام ـ مدارات ضوئيّة لا مُتناهية من القوى الأشعيّة الفائقة الوعي لا تتعامل معها من مبدأ التحكم والبرمجة فهذا خطير، وهي ليست برمجة أو تحكم، إنها طواف بديع من السلام الصافي النبيل، وأنت عليك أن تكون نجمة مُضيئة داخل هذا الطواف..
تأمّل العصفور يُعلمك لغة الرب
تأمّل الينبوع يعلمك لغة الرب
تأمّل الأشجار تعلمك لغة الرب
تأمّل الربيع يعلمك لغة الرب
تأمّل الصباح الليل يعلماك بتزاوجهما لغة الرب
تأمّل رقص الفراشات بين الزهور تعلمك لغة الرب
تأمّل حركة الغيوم في سديم السماء تعلمك لغة الرب
تأمّل حركة الماء وصوت مروره داخل النهر فإنك ستتعلم لغة الرب
إنها لغة الإتساع، الفرح، الرقص، التحرر، الإنسجام، الحب، الهيام، الإمتداد
وافر محبتي وإمتناني
تعاليم الشفاء الأثيري
درب التنور الباطني
٢٩ سبتمر ٢٠١٤