كارما النعمة، السعادة والحصاد
(كارما النعمة، السعادة والحصاد)
جميعنا بين كفتي ميزان العدل الإلهي، ولا ذرة من هذا الخلق تفلت من ميزان العدل
وإنما بالعطاء يعطى لنا، منحنا الكون من بركاته الصحة والجمال والجسد المفعم بالبركة..
منحنا المال وفيض العطاء وجعلك بين يديك أملاك مادية، لتكون أكثر سعادة وعطاء..
بالوقت الذي أنت فيه تنعم بالرفاه والطمئنينة غيرك ينعم بالألم والأسى والمرارة.. لاحظ ما أروع أن يكون شعورك الإنساني نحو نفسك ونحو غيرك بمعزل عن انتمائه وأفعاله مغعم بالفوران واللهفة والإغاثة..
أنت مخلوق الكون الجميل وفيك اندمجت أعظم أسرار السعادة والحب، فما أروع أن تكون أنت رسولاً للسعادة وصنع الحب حتى في خضم الألم والقسوة..
أن تكون أنت رسولاً للسعادة وصنع الحب في أسرتك ومحيطك وعالمك..
خلال فرحك برفاهك وما منحت من عطاء وهبات الوجود، تأتي عليك لحظات تسمى لحظات الحساب إنها كارما النعمة، وهنا يضعك وعيك الروحي خلالها بين كفتي الميزان ليسألك عما منحته أنت من عطاء مقابل العطاء الذي منحه لك؟
يقول لك:
«منحتك من وافر النعيم المال والرفاه والأملاك المادية، منحتك معها الصحة والبركات، أنت ماذا قدمت لي من عطاء، وعطاؤك لي هو ما صنعته لغيرك من ذوي الحاجة والبسطاء والفقراء، ماذا صنعت لهم من حب يعادل الحب الذي صنعته لك؟، وماذا قدمت لنفسك خلال رحلتك من عطاء الإمتنان والعناية؟»
فإن رجحت الكفة البيضاء نلت حصاد السعادة والوفرة المستدامة
وإن رجحت الكفة السوداء نلت حصاد الألم والوفرة التي تنقطع ويعقبها عليك الإضمحلال الشديد في كل مجالاتك، وهذا يحدث مع آلاف البشر يومياً.
ما أروع أن تكون زارع حب أينما تكون، أن تكون أنت حارساً أميناً لميزان العدل الإلهي فيك، ومنك تمر البركات وتفيض السعادة عليك وعلى كل من حولك..
ما أروع أن يمتن الواقع لوجودك، من أسرتك وأناسك وعالمك الصغير المتسع بك..
ما أروع أن تكون، وأن تشعر أنك مخلوق الكون الأجمل، وأن تحارب بجل قوّتك لأجل تحقيق رسالتك الحبيبة هذه.. هل تشعر معي بكم الطمئنينة والرضا والسعادة التي ستفيض بعرقك احتفالاً لقاء ذلك؟
محبتي
تعاليم الشفاء الأثيري