كن فناناً في كل شيء.. أنت تجسد الوجود الأجمل
(كن فناناً في كل شيء.. أنت تجسد الوجود الأجمل)
جميعنا ولدنا من الكمال.. لنحيا أشكال الكمال.. ونعود إلى الكمال
الله هذا الوجود الواسع، وأنت التجسد الأجمل لهذا الوجود.. الرب.. الحب، البساطة.. السلام.. الجمال.. الفهم.. الفن.. متجسد فيك روحاً جسد..
إذا أنت خلاصة عشق، دعائمها نواة باطنية من الضوء، لا شكل لها، إنها روحك، ونواة خارجية ذات الشكل، وهي جسدك.. أنت خلاصة عشق الاندماج بين هاتين النواتين، أنت خلاصة الكمال..
لاحظ معي الفن الرباني الرفيع في الطبيعة..
لاحظه معي في ظهور الشمس، ظهور النهار، ثمّ مغيب الشمس فظهور الليل..
لاحظه معي في لوحة النجوم يُرصعها الضوء.. ويحضنها القمر.
لاحظه معي في تكون الزهرة وشكل الشجرة، وتكون الماء وشكل النهر..
لاحظه معي في تكون الندى وشكل الندى على بتلات الزهر..
لاحظه معي في هندسة الطبيعة، وترتيب مكوناتها البديعة..
لاحظه معي في تكون البيضة وشكل العصفور وأنوع الطيور.
لاحظه معي في توالي الفصول، وتكون المطر وظهور الربيع.
لاحظه معي في تكون البذرة من نواة الزهر ومن البذرة أغصان ورود..
لاحظه معي في ترتيب تفاصيل جسمك، عينيك، أنفك، أذنيك، أصابعك..
لاحظه معي في ترتيب تنفسك، يملأك الشهيق، ثمّ يحضرك الزفير لامتلاء جديد..
لاحظه معي في ترتيب أعضائك.. قلبك، رئتيك، كبدك، كليتيك. أمعاؤك.
لاحظه معي في طبيعة مشاعرك تارة حنان، تارة حب، تارة تسامح، تارة اشتياق، تارة شاعرية..
إنها الهندسة الوراثية الجمالية في طبيعة الوجود..
الآن لنتعلم من هذا التنيظم والفن الرفيع..كيف نكون فنانين في كل شيء..
أنت خلاصة الكمال، المُتجسد فيك .. إذا أنت فنان إلهي متجدد..
أنت فنان في التفكير..
أنت فنان في السلوك..
أنت فنان في التعبير عن نفسك..
أنت فنان في الفهم والإدراك..
أنت فنان في الحضور والحديث..
أنت فنان في الترتيب والتهذيب..
أنت فنان في الحب وعطاء الحب..
أنت فنان في النظر والابتسام..
أنت فنان في الفرح والقبول والرومانسية..
أنت فنان في العشق، وجعل ألمك فرحاً وعشق..
أنت فنان في جعل أحداثك القدرية غير المتجسدة، تمتن لأنك الجمال الذي تمر من خلاله لتغدو كمالاً..
أنت فنان في خلق الجمال من البساطة..
أنت فنان في تحويل واقع حياتك إلى بساطة واحتفال مستمر وفرح..
أنت اللوحة التـي أبدع الوجود في رسم تفاصيلها الخلاقة الحلوة..
سلامي لك أيها الفنان النبيل..
٢٦ مارس ٢٠١٤