(مراحل التغيير … الاحتجاب ومنازل الصوغ الروحي)
(مراحل التغيير … الاحتجاب ومنازل الصوغ الروحي)
الوعي السماوي دقيق للغاية من حيث التعامل مع النجوم التي يختارها لتكون في مسار صنع النعمة ونشر منارات التنوير من المعارف السامية
والعلوم الباطنية النبيلة…
تكون في بدء الرحلة صاخباً في واقعك العملي، صجيج علاقات
واحتكاك وتحرر وأعمال ….
فجأة تسقط دائرة الضوء الكونية عليك، فتختارك لتكون واعداً في درب السلام… 🌹☀🎉
دائرة الضوء الكونية المقصود بها إنيرجي الاختيار للبذور البشرية
لتغدو نجوماً من الطاقة المتجددة، لهم سَيرهم الروحي ولهم مهام باطنية نبيلة متجددة في كنهها وطاقتها ومواردها…
مهام تتعلق بنشر السلام وتفعيل إرادة الشفاء ونشر أمواج الحب النبيل اللامشروط، وخلق إيقاعات تناغمية من الوعي النبيل ترقى بالجينة البشرية بالخلية البشرية نحو الفضيلة والسمو والارتباط التجذري مع وعي الأرض الأم…
وهنا تبدأ مراحل العصف المادي الروحي بالشخص الذي تم اختياره من قبل دائرة الوعي السماوي، فماذا يحدث؟
أولاً: يتم تثبيط العمل الخارجي رويداً رويداً …
ثانياً: يتم خلق ارتجاج نفسي عاصف وفيزيولجي مباشر في الجسم
ثالثاً: يتم ادخال الشخص في اغتراب عن مجتمعه وهجر لمختلف العلاقات التي كانت حوله ويتمتع بها
رابعاً: يتم إحداث تحول جذري في التركيب العقلي لدى الشخص المختار، فيبدأ تدريجياً تفكيره بالاختلاف من حيز العالم الخارجي نحو بحر الوعي الباطني، فتبدأ عملية البحث عن حقيقة الوعي
خامساً: يصبح الشخص في وضع انفعالي غير مفهوم وعدم تقبل للواقع الذي كان يدمنه فيما مضى، مترافقاً ذلك بمشاعر مغايرة، نحو التفكير بحقيقة النفس الفعلية، وسلوكها وارتباطها مع الأرض والسماء والفلك، وحقيقة الروح في مركزها الشعوري وهو القلب …
فتبدأ مرحلة الالتقاط الذهني الباطني من مصادر علوم مختلفة، يضعها وعي النفس الداخلي أمام العقل مباشرة، وهنا خطوات البحث عن الإجابة لما يتم التعرض له في خضم العيش اليومي من الاختلاطات النفسية والهجران وابتعاد الناس النقربين تلقائياً بلا أي مسبببات
قد تستمر رحلة البحث والالتقاط الذهني فترة سنوات، خلالها يمارس الشخص تأملات وتقنيات مختلفة ويدرس تعاليم متنوعة من مدارس عديدة، الغاية من ذلك، تكوين قاعدة الانطلاق الفعلية نحو الخيار المركزي في توجيه هذا الشخص ليكون جوهرة ماسية في درب السلام مصقولة بعناية .. تنفذ مهامها الروحية على أتم وجه …
وفي الوقت المناسب على استعداد هذا الشخص وبصورة مفاجأة يظهر المعلم وتظهر المدرسة الفعلية التي اختارتها روح هذا الشخص له ليشرق من خلالها وتشرف على مراحل تناميه
وتغييره نحو الأجمل، يتعرف الشخص على حلقة الاكتمال وهي التعاليم الفعلية التي وضعتها العناية الإلهية في طريق رحلته ليتكامل معها وينطلق منها نحو مهامه الجديدة… ويتحول وجوده “لمريد باطني” مريد مرتشف للمعارف السامية من تعاليمه التي أرشدته إليها دائرة الوعي السماوي بعد مراحل التحضير الأولى التي مرّ بها…
خلال الانتقال المفاجئ هذا، قد يشعر الشخص بالوحدة والاغتراب والألم والبكاء والضعف والدونية وعدم الرغبة به
وسرعان ما تبدأ تلك الاختلاطات بالزوال مع فهم تلك الحقائق الجليلة من وعي النفس، وخلال البدء بالدراسة الفعلية التنويرية يتم وضع أشخاص متنورين أمام المريد الصاعد ليساعدوه بحيث يصبح له عالماً مختلف وأصدقاء مختلفين ومنهح سير حياتي مغاير يسوده الهدوء والسلام والحب والمنافسة في صنع النعمة والخير وتضاعف الهاجس الإنساني في صنع السلام لكافة الخلائق…
مع هذا الاختلاف تتغير الخطوط القدرية للمريد، وينتقل من النصف الدنيوي الذي كان ضمن ضجيجه إلى النصف الكوني حيث الاتصال مع الذات الإلهية وهي الجوهر الروحي المكنون في وعيها الأعمق…
وعليه يصبح سير المريد مرتبط ارتباط وثيق بعلم الهداية والتوجيه المرشد.. ويتحول في واقعه إلى قائد تغيير إيجابي ينهض بالأنفس البشرية في محيطه من الظلام والضياع إلى الوضوح واليقين والعمل النبيل..
علم الشفاء الأثيري