(مقاربة لطبيعة الرحلة في العلوم الروحية… )
(مقاربة لطبيعة الرحلة في العلوم الروحية… )
الداخل إلى العلوم الروحية يماثل تماماً شخص سافر إلى دولة غربية ويجهل تماماً كل شيء عنها لغتها طبيعة أناسها وطقوسها وكيفية العمل بها والتناغم مع أجوائها…
⭕
في البدء يدخل المستجد عالمه الروحي جاهلاً بكل ما فيه من طبيعة انسجامية ومراحل نمو، يكون أمياً تماماً مهما كان مجاله الأكاديمي في واقعه المادي ومهما كانت درجة مكانته المجتمعية ومستواه التفاعلي.. لدى دخوله عالمه الروحي يكون أميّاً تماماً، مثله مثل الطفل في الحضانة
يتعلم تدريجياً ألف باء تاء العلوم الروحية.. يتعلم أبجدية جديدة تتضمن مفردات وصفات ومشاعر مغايرة لكل ما تعلمه في واقعه المادي ضمن عملية الفهم والتلقي المحدّثة
المسافر في بدء رحلته ضمن محطته التي سافر إليها وأقصد الدولة التي هاجر إليها..
عليه أن يتعلم اللغة، لغة الدولة
ثم تأتي مرحلة الفهم لطبيعة أناسها
ثم تأتي مرحلة العمل ضمن مستويات العمل بها
ثم تأتي مرحلة تكوين الوضع الاجتماعي من علاقات وأصدقاء
ثم تأتي مرحلة التوسع والاكتشاف
⭕
يماثل ذلك بدء مراحل التعلم في العلم الروحي
يتعلم المريد اللغة وحينما يتمكن من اللغة ..
تأتي مرحلة فهم طبيعة الشخصيات التي دخلت هذا الجانب المنير في منارات الوعي وما حدث لهم وكيف أصبحت حياتهم فيما بعد كنتيجة
ثم تأتي مرحلة العمل، كيف يعمل المريد بعلومه ضمن واقعه العملي
ثم تأتي مرحلة تكوين الوضع الاجتماعي الجديد من علاقات وأصدقاء ضمن هذا المجال
ثم تأتي مرحلة التوسع والاكتشاف
وهكذا تتضمن الرحلة الدقة والنباهة والدافعية والعمل الدؤوب لإتقان مراحل التناغم والنمو في مضمار الضفة الجديدة في خيار تلقي العلم الروحي
حينما اكتب لكم تلتزم الصمت والاصغاء
التخبط اللامبالاة الكسل عدم الاجتهاد يجعل المسافر في وضع حرج في مغتربه ضمن وضع نفسي وتجانسي وعملي هزيل يستثير الشفقة عليه
فلذلك يتوجب هنا النشاط والاجتهاد
مباركة حياتكم بكل سعادة
علم الشفاء الأثيري