المُسامحة القانون الكوني الأسمى ـ لغة الرب المُتجلّ روحاً جسد
(المُسامحة القانون الكوني الأسمى ـ لغة الرب المُتجلّ روحاً جسد)
«وإنما بالعطاء يُعطى لك» «علاقتك مع كل ما يُحيطك علاقة إنسجام وإمتنان مُتبادل»
«إنك كما تعطي الوجود من نعماك الحب، فإن الوجود يمنحك من نعماه الحب أضعافاً، والعطاء منه يأتي على مراحل بما يفوق إستيعابك ويفوق توقعك»
«لا عمل نبيل يضيع في هذا الوجود أياً كان شكله، وأياً كانت صفته، وأياً كان حجمه»
الوجود يا أصدقائي عناصره الناس، الطبيعة، الحيوانات، الحشرات، الأرض الأم، الكون، وأنت مركز إشعاعه وإنولاده في واقعك وإتساعك وفهمك وإنولادك المُتجدد روحاً جسد ….
«الحب جوهره التسامح، هيكلهُ الإنسجام، إنه قانون الوجود الأسمى»
الحب لا يمكن أن تدرك وعيه الكلي فيك إن لم تدرك طبيعة التسامح، وكيف يكون التسامح مُتفعلاً فيك نضجاً وفهم.
كثيرون يُسامحون ولكن ليس المقصود بالمسامحة أن أقول لك أسامحك
(قانون المُسامحة)
………..
المُسامحة هي أن ترى ضوء الله في صدر من آلمك وأن تمتن لهذا الضوء، وتشعره من داخلك إنسكاب نور ورحمة وبهاء فيه.
المُسامحة هي التجرد الكامل من الحقد والكراهية والأنا الساديّة المُعتمة
المُسامحة هي الشعور الكريم الذاهب منك نحو نفسك وأفعالك وأفكارك ونواياك نحو ماضيك وذكرياتك وأشخاصك ودنياك
المُسامحة هي الشعور بروحك النديّة تعمّك سلاماً، وتحيطك فرحاً وتثلج قلبك حناناً
المُسامحة هي ألا ترى الشر في الآخرين، وإن رأيته أو أحسسته تحول الشر إلى حب
المُسامحة هي مداد الإتساع الواعي في قلبك النور
كم من الوقت إن جرحتك تحتاج لتشفى حتى وإن كان الجرح بليغاً؟ أجبني الآن
«التسامح فيك يجب أن يكون نعمة تشبّعك طاقتها بالسلام، نعمّة مُتفعلة بقواها المرنة في إحساسك وفهمك ووعيك»
فإن لم يكن التسامح كذلك، فأنت ستحتاج سنين لتشفى، وقد تبقى تنزف ولا تشفى، أما إن فهمت التسامح كلغة سامية للرب المُتجلي فيك روحاً جسد، فإنك ستشفى فوراً أيا كان الجرح، وأياً كان تأثيره النفسي في وعيك العاطفي
المُسامحة أن تدرك حديث الأرض بحواسك المتجددة المتناميّة، وتفهم صبرها وإتساعها على ما يمر عليها من أهوال، وما تشهد على حدوثه ومروره وانقضائه
المُسامحة تعني تسليم أناك ونفسك وكلك إلى إرادة النور الأوحد في ذاتك، فيك أنت حيث لا طمع ولا أنانية ولا استغياب ولا نزاع ولا تكبر ولا لؤم ولا فجور..
المُسامحة إنها الشعور المُطلق بالكمال، إنها الإحتفال بأنك نور واع راض ممتن، فإن تكلمت وغضبت فأنت تتكلم بلغة التسامح في ذاتك، تتكلم بلغة النور الأوحد فيك التي تندفع مُفاجئة إياك بنفسك وقدرتك الإعجازية في التعبير..
المُسامحة تعني أنك راض بتناميك في رحم ذاتك النور، مُتقبلاً بحب لتغيراتك وما أنت فيه
(وجهي التسامح)
………………….
التسامح له وجهين:
الوجه الإيلامي المحب الذي يوقظ التائه من غفلته
الوجه الصفوح المحب الذي يتلاشى ضياء الشمس في دفئه وحنانه
«التسامح قانون كوني يمنحك قوى خارقة لامتناهية»
أسامح الجميع، بالوقت نفسه لست مُطالبا بأن أتواصل مع من سامحت إلا إذا عاد لإنسجامه وتغييره الإيجابي معي، أسامح بإرادة النور في ذاتي
الإنسان الدنيوي المحدود دائماً يفرق ويربط التسامح بالنسب والبيئة والدين والمعتقد وطبيعة الجرح، ويضع حدوداً للمسامحة وإشراط يكون قاهراً وحسابات لا تنازلات…
أما الكوني فهو مُتجرد وبعيد عن كل هذا الخلط المضحك، جميعنا في الرحم الإلهي ضوء، الضوء ولد من الحب وإليه يعود، الحب إنه الإيمان والفهم والنضج.
وتذكر دائماً أنك عندما ترى ضوء الله في داخلي، أنت تطورني وترفع من محبتي وتزيد في قدراتي الصحيحة على فهم ما أنا فيه، وكيف أعود عليك بالتصرف الحكيم ذاته وأضعافاً، فإن رأيت هذا الإشعاع فيا فإن الإشعاع ذاته سيعمني وسيلدني النور الداخلي من جديد، ليلدك معي أيضاً إنساناً جديد.
خلاصات التوثيق الباطني
الأمانة المُقدسة
درب الإستنارة
محبتي
١٩ مايو ٢٠١٤