(لغة الجسد) جسدك بيتك الروحي

جسدك الشكل المادي الذي تجلت فيه روحك الجميلة، نسيج الرب الكوني.
جسدك عطيّة الرب الأولى لك لتختبر الحياة العطية الثانية لك.
جسدك بيتك الأول الذي كلما اهتممت به احترمته احترمك وأحبك وجذب لك ما تحب.
جسدك ليس آلة ديناميكة تسيرها كيفما تريد وانتهى الأمر، إنه صلاتك وزهرتك الحلوة التي تتطلب اهتمامك ودلالك.

○ هل جربت أن تشعر بجسدك أن تتلمسه بمحبة واحساس عميقين؟. هل جربت أن تنظر إليه كهبة من الرب وتحترمه؟. هل جربت أن تتأمله وتحبه؟، هل جربت أن تشعر برقته بملمسه بعذوبته وحنانه؟. هل جربت أن تجبلس بصمت وتراقب شعورك به؟. هل جربت أن تكون واعياً لاحتياجه؟.

جسدك برعم إلهي صغير نبت في شجرة الحياة وأنت الروح التي تحيي البرعم، البرعم ضامر لا ينمو، ينمو كشكل مادي، ينمو بلا نضج؟ ماذا يعني نضج الجسد؟

جسدك يملك وعي إلهي متنامي قد تبحث طويلا وتتعلم طويلاً ولكن لن تدرك حجماً لتناميه ووعيه لأنه جزء من كل، قطرة من بحر، شكل من لا شكل، وجود من الوجود الأسمى (الله).

جسدك مفتاح رائع لتصبح كائناً منيراً عطرك الفرح ولهب أنفاسك الحب، لا خاملاً مُشرباً بالأوهام والاختلاطات النفسية المضحكة.
يمرض جسدك إن كنت هاملاً له، زاهداً به، نظرتك إليه على أنه هيكل خلق من طين ونهايته إلى التراب، لا يا صديقي جسدك خلق من الحب خلق من قلب الرب هكذا انظر اليه واشعر به، تعاليم؟؟؟ تقمع الجسد وكثيرون يقولون الجسد والروح وهذا خطأ، كلاهما واحد برعم واحد من بحر الوجود الأسمى (الله).

أحب جسدك، احترمه، عندما تحترم جسدك فأنت تحترم الحياة، فأنت بذروة صلاتك وروحيتك. حررر جسدك من القمع، انظر إليه على أنه جسد روح، خاطبه على الدوام بتعابيرك الراقية، ثق به، اشعر أنه صديقك، وسترى كيف سينمو البرعم سريعاً كيف ستتفتح الروح فيه، بالأحرى زهرة الحب التي تغلفه.

نضج الجسد يعني أنك صرت إنساناً بصفات ملاك، ناجحا في كل ما تفعل، حضورك السحر والبركة، حضورك حيرة الآخر وذهوله بفرحك وإشراقك، حضورك جميلاً لافتاً لأنك ببساطة تفتح لزهرة الحب. نضج الجسد يساوي التوازن النفسي، التوازن النفسي يساوي الازدهار.

لا يمكن للجسد أن ينضج وينير بلا ترقي عواطفك وانفتاحها إلى الرومانس اللامحدود إلى الحب.
لا يمكن لجسدك أن ينضج وينير بلا ترقي تعابيرك، وتنامي عقلك وتقاسيم أفكارك الحلوة إلى الحب. الحب هو اللاشكل هو الله.
لا يمكن لجسدك أن ينضج وينير إذا لم تكن واعياً إليه وتحتضنه بحنانك واهتمامك ورعايتك.
إجلس بصمت، أغمض عينيك تأمل في جسدك أشعر نحوه بالحنان، خاطبه باطنياً بتعابيرك الحلوة، أعطه الحب العشق، وستختبر نتجية تأملك، وما هذه إلا لصلاة مقدسة.

تذكر يا صديقي: «أنت أروع مخلوق على هذه الأرض، روعتك تتجلى وتتفتح عندما تفهم لغة الجسد الروح. ببساطة إفهم جسدك، فكر في (أنت) كن واعياً لأنت، فكر كيف تنمو؟ كيف تتحول من برعم إلى غصين إلى امتداد إلى اللا محدود.. فكر كيف تتفتح زهرة من حب لتغدو أنت الوجود فالوجود يكون أنت، فكر فقط وسترى بين يديك مفتاحاً سحرياً للسعادة، مفتاحاً عظيماً سيكون مرشدك ومعلمك.

محبتي لمن يفهم ذاته ويعي الخطوات ليغدو منيراً.